الناهض في علم الفرائض، تأليف الرباني أبى حفص عمر بن علي الفاكهانى، ومجموع الكلائى قراءة بحث وتحقيق. قال: وفاوضته في مسائل متعددة من الكتب الثلاث مفاوضة امتحان، فأجاب عنها بأحسن جواب ووافق فيها عين الصواب، ومد فيها الباع وأسفر عن غوامضها القناع. وسئل عن مسائل: الحمد، والاستهلال، والمناسخات، وغير ذلك بالنقل والاستدلال، فأجاب في كل وكشف عنه الغوامض؛ فكان جديرا أن يجاز بالفتوى والتدريس في علم الفرائض، فاستخرت اللّه تعالى وأجزته بالفتوى والتدريس على مذهب مالك والشافعي بما في هذه الكتب الثلاث وما شابهها، إجازة تامة عامة مطلقة، فليتصدر للفتوى والتدريس لمن أراد من العباد في سائر البقاع والبلاد. وكتب له خطه بذلك في ١٨ محرم سنة ٨١١ هـ.
وكتب له عقب ذلك أبو بكر بن خليل الحنفي خطه، بأنه أجازه بما أجازه به شمس الدين الحريري. قال: وأضفت إلى ذلك مسائل ذوى الأرحام إذنا تاما، وأطلقت لسانه إطلاقا عاما، وأجزت له أن يروى عنى جميع ما يجوز لي وعنى روايته. وكتب له بذلك في العشرين من محرم سنة ٨١١ هـ.
وأنه بحث على: محمد بن يعقوب بن داود الغماري المالكي كثيرا من مسائل الفروع المالكية، والأصول الفقهية، والقواعد النحوية بحثا محققا، كشف في كل القناع ومد فيه الباع، وأصاب في كلّ الغرض ولم يحط فيما طرحه عليه وما ومض، ونطق بالصواب، وأحسن في كل البحث والجواب. قال: فاستخرت اللّه تعالى وأذنت له أن يفتى ويدرس ما شاء، كيف شاء، في أي موضع شاء، من كتب الفروع على مذهب إمام دار الهجرة، وأن يقرئ ما أراد، ويعرب ما رام من كتب النحو، إذنا مطلقا عاما، وأجزته إجازة مطلقة تامة بجميع ما أحله وأرويه وما يجوز لي وعنى روايته بشرطها المعتبر عند أهل هذا الشأن والأثر، وذلك يوم الخميس ٢٧ ربيع الآخر من سنة عشرين وثمانمائة، وأشهد عليه بذلك جماعة.
وأن العلامة أبا القاسم عبد العزيز بن موسى بن محمد العبدوسى تكلم معه، فوجده أهلا لإقراء كل علم، من حديث، أو قراءة، أو تفسير، أو فقه، أو فرائض، أو عدد، أو عربية لتحصيله بجميع الواو، وفصاحته في تحصيل المراد. قال: وأذنت له أن يدرس ويفتى ويروى جميع ما ذكرته فيه أين شاء، ثقة باستحقاقه بجميعه إذنا تاما مطلقا عاما، وذلك ٥ من ربيع الأول سنة ٨٢١ هـ، وأشهد عليه بذلك عده.