للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأنه أجازه العلامة شيخ المغرب أبو عبد اللّه محمد بن محمد بن عرفة الورغمى جميع ما يجوز له وعنه روايته.

وأخبرني أنه قرأ رواية أبى عمرو فقط على: الشيخ برهان الدين إبراهيم بن محمد القافرى-بالقاف ثم الفاء ثم مهملة، والشيخ شمس الدين محمد بن محمد السلاوى عن الوادي آشى.

قلت: وخدم العلم الخدمة الزائدة، ودأب الدأب البليغ، وعلق التعاليق والفوائد، وصنف في أنواع العلوم جواهر الفرائد. لازم الجد والاجتهاد شابا إلى أن شهد له بالتقدم المشايخ، وثبت لما تلقى عليه من المسائل أو صال بسبب بحثه، فقيل: هذا الطود الشامخ، محمود القدم في ميدان المنقول إن فحصت عنه، وقد سبق فيه الأقران فراسخ، وممدوح معقود اليد في المعقود، فما له إن بحثت معه وقد أطلق لسانه به من ناسخ.

وكتب الخط المنسوب، ثم حصل لعينيه ضرر في حدود سنة خمس وثلاثين فكان لا يبصر إلا قليلا.

ونظم المنظومات المتباينة، من تصانيفه: الجوهرة الثمينة في مذهب عالم المدينة، نظما في بحر الرجز في نحو الستمائة بيت، وأرجوزة أخرى محتوية على العبادات في نحو خمسين بيتا، ونظم في الفرائض [أراجيز] (١) أحسنها تحفة الرائض [مائة واثنان وسبعين بيتا وشرحها في مجلد، وبهجة الفرائض] (٢) تسعين بيتا وشرحها في نحو الأربع كراريس، ونظم في العربية قصيدة على نحو الشاطبية في مائة بيت غريبة في فنها سماها بعض أصحابه العمرية، وأرجوزة ضمنها ما في التلخيص مع الزيادة عليه في مائتي بيت ونيف وعشرين، ونظم في العربية أراجيز كثيرة، وأفرد أصول قراءة أبى عمرو في بحر الشاطبية ورويها. قال: وبلغني أنها شرحت بتونس.

وهو كثير النظم، وربما وقع له البيت المكسور فيخبر به، فينكر أن يكون مكسورا ولا يرجع، كقوله في قصيدة يمدح النبي ، وبقوله فيها له:

وأنطق اللّه الذراع بسمه … كذا الشاة والجمل الذي جاء ينحر

شرفتم على الأمم الذين تقدمت … ونلتم به فخرا به الفخر يفخر


(١) كلمة غير مقروءة في الأصل، والمثبت من: الضوء اللامع ٦/ ١٤٤.
(٢) ما بين الحاصرتين ساقط من الأصل والمثبت من الضوء اللامع ٦/ ١٤٤. وهو سبق نظر من الناسخ مقداره سطر كامل.

<<  <  ج: ص:  >  >>