للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولقد وقعت (٢٩٤) له في تلك الأوقات في سنة سبع وتسعين كرامة وهي أنّ شخصا كان ينتصر لابن عربى، وشيخنا على مذهب أهل السنة في التنفير عنه وعن كلامه، وكان ذلك الشخص يتتلمذ في ذلك لشيخ عجمي يقال له «صفا».

وكان للملك الظاهر فيه اعتقاد، فهدده ذلك الشخص بأنه يقول للشيخ صفا: «ترفع القضية لبرقوق».

قال شيخنا «فقلت له أحسن من هذا أن نتباهل (٢٩٥)، فتباهلا، ثم قال لمن كان حاضرا: احفظوا التاريخ فإنه استقرئ أنه ما يتباهل اثنان إلا اخذ المبطل منهما قبل مضى السنة «قال، فكانت المباهلة في شهر رمضان فلسعته حية في ذي القعدة من تلك السنة فمات (٢٩٦) .. قال القاضي: «وهو في حال ذلك ينظر في التاريخ فيعرف منه كثيرا». انتهى.

وشغف بسماع الحديث واقتفاء آثاره وتتبع ما درس من أخباره، قال القاضي: «فأقبل عليه (٢٩٧) بكلّيته فلم تمض مدة يسيرة حتى اتسعت معارفه فيه» انتهى.

وأول سماعه للحديث في سنة خمس وثمانين، سمع بمكة بعض صحيح البخاري على العفيف عبد الله بن محمد بن سليمان النيسابوري ثم [على] المكي أحد أصحاب الرضى الطبري وإمام المقام بسنده المشهور.

وفي تلك السنة صلّى بالناس في رمضان بها صلاة التراويح، وكان قد ختم القرآن قبل ذلك بسنة، واشتغل بالعلم بعد ذلك، وطاف على الشيوخ ولم ينزل في مدرسة ولا غيرها.


(٢٩٤) أمامها في تونس «لطيفة».
(٢٩٥) «هذه المباهلة كانت بينه وبين ابن الأمين» انظر في ذلك القول الجلىّ ص ١٢٥ بالمجموعة رقم ١٨٩ مجاميع «دار الكتب المصرية» وقد أشار إليها السخاوي في الضوء اللامع رقم ١٣٧٩ ج ٣ في ترجمة قاسم بن قطلو بغا.
(٢٩٦) أمامها في تونس «ما تباهل اثنان قط إلا مات المبطل منهما».
(٢٩٧) أي على الحديث الشريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>