للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العينى، وتنزل فى المدارس الكبرى كالبرقوقية وزاوية الأشرف شعبان، وتعددت تصانيفه وكثرت، ومن بينها «المختصر (١) فى علم التاريخ» الذى يبرز اتجاهه الفلسفى فى تعريف التاريخ وكتابته ومنهاجه، وإن سماه السخاوى (٢) بالمختصر المفيد فى علم التاريخ، وعده روزنتال «جديرا بالاعتبار لإصالة طريقته وجودة كتابته وهو يتبع النظام المألوف فى تعريف علمى يرجع إلى الفلسفة الأرسطو طالسية»، وربما أخذ عليه السخاوى عدم اعترافه لكبير أحد بالعلم وإن عده «علامة الدهر وأوحد العصر ونادرة الزمان وفخر هذا الوقت والأوان، الأستاذ فى الأصلين والتفسير والنحو والصرف والمعانى والبيان والمنطق والهيئة والحكمة والجدل والأكر والمرايا والمناظر مع مشاركة حسنة فى الفقه والطب»، وكانت وفاته ٨٧٩ هـ.

هذا هو الكافيجى الذى يقرظ تلميذه ابن الصيرفى فيثنى على ما كتبه فى السيرة النبوية ويصفه «بالتاريخ الفائق على الأقران» وأنه «أنس الصلحاء، حب الأكابر الكرام، مقبول قدوة الأنام»، ويصف كتابه فى ترجمة سيرة الرسول بأنه «قد اعترف بفضله وكماله وبحسن ترتيبه وجودة نظامه: الحاضر والبادى والدانى والقاصى، واغترف من بحره العذب الرحب الرائح والفادى

وأتى بأمر يحيى ذكره فى الآخرين أبد الآبدين» ويلاحظ أن هذا التقريظ من الكافيجى كان لابن الصيرفى وقد بلغ من العمر خمسين عاما، وهى سن اكتملت له عندها أسباب وقوفه على أرض صلبة فى مجال التأليف، فقد كانت هذه الكتابة فى سنة ٨٦٨ هـ.


(١) نشره الأستاذ فرانز روز نتال فى كتابه A History of Muslim Historiograpby وترجمه للعربية الدكتور صالح أحمد العلى ونشرته مكتبة المثنى ببغداد سنة ١٩٦٣، أما «المختصر فى علم التاريخ» فقد ورد فى تلك الترجمة ص ٣١٧ - ٣٧٠.
(٢) السخاوى: الضوء اللامع ٧/ ٦٥٥

<<  <  ج: ص:  >  >>