على أن لنا وقفة قصيرة عند هذه الناحية، ذلك أن النظر فى النسخ التى خطها الجوهرى بيده يبيّن لنا اختلاف بعضها عن بعض فى الرسم، ففى البعض ينطلق على سجيته فيكون خطه رديئا ونرجح أن هذه النسخ هى التى كتبها لنفسه، ويتجلى لنا ذلك فى نسخته الخاصة من كتابه «نزهة النفوس» وفى الجزء الثانى من «إنباء الغمر» لابن حجر الموجود فى مكتبة الأزهر بالقاهرة (١)، ومخطوطة أخرى هى مسودة كتاب ألفه عن الفترة الأخيرة من عصر قايتباى، وتعتبر تكملة وذيلا لمؤلفه «إنباء الهصر»، أما النسخ التى كان ينسخها للبيع أو لخزائن كتب البعض فكان ينمق فيها خطه رجاء وجود سوق نافقة لها، وحتى يقبل عليها المشترون.
***
ولابن الصيرفى عدة مؤلفات سلم بعضها من عاديات الزمن فوصلت إلينا - أو وصلت أجزاء منها - سالمة، أما البعض الآخر فلا نعرف مكان وجوده حتى الآن لخلو الفهارس المطبوعة من الإشارة إلى مظانها.
وله كتاب ضخم يعرف باسم «نزهة النفوس والأبدان فى تاريخ الزمان»، ألمّ فيه بتاريخ العرب والإسلام منذ الجاهلية وانتهى فيه إلى عهد السلطان جقمق، وقد قسمه إلى أجزاء حسب العصور، سمّى قسما منه «بالجوهرية» وهو خاص بالسيرة النبوية، وقد تعددت إشارته إلى ذلك العمل الضخم الذى يبدو أنه كان يعتبره أعظم ماقام به حيث غطى به تاريخ الإسلام والمسلمين؛ والكتاب مقسم
(١) يقوم محقق هذا الكتاب بتحقيق كتابى «نزهة النفوس والأبدان» القسم الخاص بالدولة المملوكية المتأخرة» و «إنباء الغمر بأنباء العمر» ويقوم مركز تحقيق التراث بوزارة الثقافة بالجمهورية العربية المتحدة بنشر الكتاب الأول كما يقوم المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة بنشر الكتاب الثانى.