للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأتابك أزبك لشاه سوار وطلع غالبهم ضعيفا محمولا على الأقفاص وأمثال ذلك، فأنفق لهم الجامكية والّلحم والعليق، وتأخّر جماعة لم يحضروا.

واتفق فى هذه الأيام أن المقر العالى السيفى برقوق - أحد المقدّمين الألوف الذى استقرّ كاشفا لأجل دفع المفسدين عن البلاد والعباد - له موقّع يعرف بالقاضى «هانى» وهو من جملة الموقعين بالدست السلطانى بلغه عنه أنه مدّ يده وبلص (١) من الخولية والمشايخ نحو خمسمائة دينار، فطلبه وسأله عن ذلك فأجاب بعنف، فطلب غلامه فأنكر فضربه فأقرّ، وأحضر المال فى الحال، فعند ذلك ضرب هانى المذكور وبهدله ووضعه فى الحديد وطلب منه ثلاثة آلاف دينار، والأمر لله الواحد القهار.

*** وأما المقرّ الأشرف الأتابك أزبك ورفقته من الأمراء المقيمين بحلب فكتب لهم مرسوم شريف أن يستمروا مكانهم إلى بعد الربيع، إما يحل الركاب الشريف أو يرسل لهم بحدة، وأشيع أن الجوالى تتفرق بحضرته ليبقى من يستحق ويمنع غير المستحق.

وفى يوم الاثنين تاسع عشره وصل الخبر من البلاد الحلبية للمسامع الشريفة - نصرها الله - أن الأمير قرقماس الأشرف نائب ملطية حصل له الظفر على جماعة من عساكر شاه سوار فأوقع بهم وأسر جماعة من أقاربه وأخصائه، ولذلك سبب هو أن بعض عسكر شاه سوار توجهوا إلى ملطية وضياعها لطلب الميرة، فلما نزلوا على ملطية اختفى قرقماس المذكور فأشيع هروبه فاطمأن الشاه سوارية وأحاطوا بالمدينة، فخرج عليهم قرقماس المذكور على


(١) أى اختلس.

<<  <  ج: ص:  >  >>