للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حين غفلة فأوقع بهم قتلا وأسرا، وفاز من فرّ منهم، ولله الحمد على ذلك، إنه الولى والمالك.

وفى يوم الثلاثاء العشرين منه خلع على الشهابى أحمد بن المأمونى واستقر فى حجوبية الحجاب بطرابلس عوضا عن العلائى على بن الأزبكى بحكم عزله عنها، وبذل المستقرّ (١) فى الوظيفة عشرة آلاف دينار.

*** يوم الجمعة سادس عشر به وصل الخبر من الوجه القبلى بوصول عظيم الدنيا الأشرف العالى السيفى يشبك من مهدى - مهد الله له الوجود - إلى منفلوط وأخبروا أن جماعة قاسوا مشاقا شديدة وأشرفوا على الغرق، وغرق للمقر الأشرف المذكور - حفظه الله من كل محذور - مركب قمح ضمنها ثلاثة آلاف إردب، وهى فداؤه، فإنه ركن الإسلام.

وبلغنى أن شخصا من العربان - يسمى ابن زعازع - غضب عليه عظيم الدنيا المذكور - ختم الله له بالخيور - لما بلغه عنه من الجرائم والمفاسد فأمر بتوسيطه، فضربه المشاعلىّ بين يديه نحو سبع عشرة مرة فلم يقطع فيه السيف بل ينقلب، فأغلظوا على المشاعلى، فقال: «هذا معه شئ يمنعنى من توسيطه»، فأطلقه عظيم الدنيا وحلف له إن أعلمه بصورة الحال فإنه يطلقه وأكد له اليمين وودى فيها، فأخبره أن فى لحم ذراعه خودة فأخرجوها منه وأعطوها للمقر الأشرف المذكور، فقال له صاحب الخوذة: «هذه لا تنفعك فإنها مرقية بإسمى»، فلم يلتفت لمقاله وأمر المشاعلى بتوسيطه، والعمدة على الناقل.

*** وشاع وذاع أن بردبك (٢) الفارسى نائب الشام وقع منه أمور تفضى إلى أنه خارج عن الطاعة.


(١) يعنى ابن المأمونى.
(٢) لعله بردبك البجمقدار الواردة ترجمته فى الضوء اللامع ٣/ ٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>