للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووصل فى هذه الأيام كتاب المقر الأشرف الكريم العالى عظيم الدنيا الدوادار الكبير وما مع ذلك، يتضمن «أن العربان ما قصدهم وزن الخراج، وقد عم البلاء البلاد والعباد، وإذا ذهب المال يردعهم إرداعا غليظا حتى يستخرج منهم؛ وبلغنا أن المقام الشريف - نصره الله - أرسل العساكر لشاه سوار ولم يظفروا بشئ، وحصل بذلك غاية التشويش، والمسئول من الصدقات الشريفة إن كان المقصود حضور المملوك ليتوجه للعدو المخذول شاه فيحضر المملوك ويعبّى يرقه (١) وأموره، وإلا فالأمر أمر السلطان» فأجيب بالإكرام والاحترام والثناء والشكر، «وإنك تقضى تعلقاتك وحوائجك، وبعد ذلك نفعل ما يريده الله تعالى».

*** يوم الأربعاء حادى عشريه الموافق له ثانى توت القبطى، ركب السلطان من قلعة الجبل وتوجه إلى بركة (٢) الحبش وساق نحو الجبل ورجع إلى القلعة فاستمر راكبا إلى أن دخل البحرة، فإن إقامته الآن بها لأنّ الدهيشة رسم بعمارتها وترخيمها وتنميقها وتبييضها، ففعلوا ذلك.

*** وفيه توفيت خوند (٣) فاطمة بنت الملك الظاهر ططر، وعاشت بموتها كما قال الشاعر:


(١) اليرق كلمة تركية الأصل يقصد بها الأسلحة، انظر Dozy:op.eit،II ،٨٥١.
(٢) كانت بركة الحبش من أجمل متنزهات مصر وبها حدائق تعرف بالحبش نسبة إلى قتادة بن قيس بن حبشى.
(٣) السخاوى: الضوء اللامع ١٢/ ٥٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>