للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إينال لما تزوج بعدها بخوند (١) مطلقة الملك الظاهر جقمق بنت الأمير جرباش (٢) الكريمى الشهير بعاشق، فغضب عليه وخرّج وظائفه وباع أملاكه ببولاق وورقه الذى يحمل بتنيس وبالمنية وغير ذلك، فصبر وأعيدوا له بعد ذلك فى دولة خشقدم الظاهر.

ولقد كانت (٣) تستحل أخذ أموال المسلمين حتى إنها كانت تستعير من الرؤساء والمحتشمين المتاع ثم تجحده ثم تعترف به وتكتب عليها به الوثيقة ولا يصل أصحابه إلى شئ من ثمنه، وتراكمت عليها الديون، وقام الظاهر جقمق معها وأعطاها خمسة آلاف دينار، ورسم للمقر المرحوم الجمالى يوسف - ناظر الجيش والخاص كان - أن يصالح عنها أرباب الديون ففعل ذلك، وما مضت سنة حتى عاد الحال على ما هو عليه، وصارت النقباء ورسل الشرع على أبوابها والتجار والسماسرة والدلاّلات الذين تشترى منهم البضائع يستغيثون منها ومن معاملتها، وتقرّبت فى أيام الملك الأشرف إينال لحريمه فصارت تخدمهن فى المهمات، وزعمت أنها تقضى حوائج الناس، وصارت تتكلم عندهم للناس وتساعد من تختار وتحمى بالقوة وتركب وتدور، ولا تتأخر عن فرح ولا كره (٤) لأحد من الأكابر، وكانت مشهورة باللباقة فى المأكل والمشرب، وصارت مثلة فى العالم من هذه الأفعال الرذيلة والأحوال التى لا يقدم عليها غيرها، وصار التجار والعوام لا يقدرون على الخلاص منها، ولا تفكر فى نقيب ولا رسول ولا غير ذلك، وقيل إن منصور الأستادار


(١) هى زينب بنت جرباش وقد ماتت سنة ٨٦٤ هـ، راجع عنها الضوء اللامع ١٢/ ٢٣٧.
(٢) الضوء اللامع ٣/ ٢٧٢.
(٣) يعنى بذلك خوند فاطمة بنت الملك الظاهر ططر.
(٤) مضبوطة فى الأصل بفتح الكاف والراء.

<<  <  ج: ص:  >  >>