للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المقتول بسيف الشرع بباب الصالحية (١) تزوج بها وأقام معها قليلا وطلّقها، ولما بلغ السلطان وفاتها أرسل لها أربعين دينارا وثوبا بعلبكيا، وطلبها ليصلى عليها فما وافقت أمها فى سرعة تجهيزها حتى تفعل الأمور الكفريات التى ترتكبها (٢) النساء من أعمال الجاهلية من اللطم على الخدود وشق الجيوب والنياحة ودعوى الجاهلية، فلما كان يوم الخميس - ثانى عشريه صلى عليها بسبيل المؤمنى فلم يحضر السلطان الصلاة عليها بل صلى عليها قضاة القضاة وبعض الأمراء والرؤساء، ودفنت بجوار الإمام الليث ابن سعد - نفعنى الله به - بتربة والدها الظاهر ططر، وطلع الدائنون ووقفوا للسلطان بسبب مالهم و [طالبوا] أن يأخذوا عوضه من أوقاف أبيها فردوا ردا شنيعا وهدّدوا، وأخرج السلطان أوقافها وتعليقاتها لمستحقيهم ولمن يختار ويروم، وإلى الله عاقبة الأمور.

وكانت تعصبت على الشيخ سرى (٣) الدين عبد البر - ولد شيخنا قاضى القضاة محب الدين بن الشحنة - فيما ثبت له بالطريق الشرعى من النظر على وقف جدّه قاضى القضاة ولى الدين السفطى (٤) بعد حكم المالكى وتنفيذ بقية القضاة له، وصعدت إلى السلطان وسبقته بالأقوال والأفعال، وإلى الله المرجع والمآل.

*** وفيه توفى الأمير طومان باى (٥) الظاهرى - أحد أمراء العشرات ورؤوس


(١) ربما كان المقصود بذلك المدرسة الصالحية التى أنشأها الصالح نجم الدين أيوب، راجع المقريزى: الخطط ٢/ ٣٧٤.
(٢) فى الأصل «يرتكبوهن».
(٣) السخاوى: الضوء اللامع ٤/ ١٠١.
(٤) السيوطى: نظم العقيان، ص ١٣٩.
(٥) السخاوى: الضوء اللامع ٤/ ٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>