للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فى غالب الأيام إلى القلعة فى سلطنة الظاهر خشقدم بسفارة الأمير المذكور لما صار دوادارا كبيرا، وكان زين الدين الأستادار قد قطع جامكية صاحب الترجمة وعليقه ولحمه وعضده ..... (١) حتى صار فقيرا مملقا فأعانه الله بصحبة الأمير جانبك فردّ له جميع ما ذكر، وأنعم عليه بالجمل من الأموال والخلع وغير ذلك، ثم لما مات أخو صاحب الترجمة المسمى «قاسم» كان بينه وبينه إقطاع شركة فأخذ الأمير جانبك المذكور له الإقطاع فحسن حاله. وهذا ما أخبر به مع زيادات لا طائل تحتها حذفتها قصد الاختصار، والله تعالى هو الواحد القهار.

ولا بأس بالتعريف بما نعرفه من حاله مفصلا فى غير مين ولا إطناب ولا إسهاب، فحاصل الأمر فيه أنه عامى داص، ومصداق ما قلته يشهد به خطه فى كتبه التى سردناها، فإنه يكتب كتابة ما تصدر عن صغار الكتاب المتعلمين من تصحيف وزيادة فى الأحرف ونقص ولحن مفرط حتى إن الضاد الساقط يكتبها منشالة وضد ذلك. ووصل فى الأمور المضحكة حتى أنه إذا كتب «حتى» يكتب آخرها «هاء»، وأمثال ذلك فى كتبه المسطورة بخطه لا يسع أحد إصلاحها لكثرة ما فيها من اللحن المفرط البشع المغير لمعانى الألفاظ، وأما إذا نقل حكاية فتجد غالبها تصحيفا ولحنا وما أشبه ذلك، وأما الذى يستحسن مما نسبه إليه فهو تسميته الكتب المذكورة، وقد ثبت عندى بالطريق الصحيح الذى لا يزول من اعتقادى أن سيدنا وشيخنا الشيخ قاسم (٢) بن قطلوبغا الحنفى - عفا الله عنه - هو الذى سماهم له، ولقد سألت


(١) كلمة غير مقروءة فى الأصل.
(٢) ويلقب بالشرف السودونى نسبة لمعتق أبيه سودون الشيخونى نائب السلطنة، ولد فى محرم ٨٠٢ هـ وحفظ القرآن وأقبل على الاشتغال واهتم بالحديث والفقه، وكان من أبرع رجال الحنفية، راجع تربته بالتفصيل فى الضوء اللامع ٦/ ٦٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>