للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجداوى سيما لما استقر فى الداوداريّة الكبرى، وحطّ على أقوام يستحق أن يمدحهم بلسانه وجنانه، وهكذا دأبه مع طائفة الأتراك والقبطة.

وأما الفقهاء فغيّر أسماءهم وألقابهم وجعل الشيخ طالبا والطالب شيخا، ومع ذلك فكان له حظّ وافر، وانتهت إليه الأمور من جهة العطايا الجزيلة حتى إنه خلع عليه بكامليّة مخمل أخضر بسمور بمقلب سمور لما ضعف مرة وصعد للسلطان ولكن بسفارة الأمير جانبك المذكور، وترجم المقرّ الصاحبىّ الجمالىّ يوسف بن كاتب جكم (١) بترجمة ادعى أنه كذا وكذا وبلغ بها إليه، فأرسل له جملة وافرة من الذهب، وكذا ترجم غيره، وهكذا كان دأبه وسمته وصفته.

ولقد حاضرته مرات فإنه كان يحضر مخدومنا وصاحبنا وجارنا المقرّ الزينى فرج أمير حاجب بن المقر الأشرف العالى السيفى بردبك أحد المقدمين الألوف أعزّه الله ورحم سلفه الكريم، فكنت أمشى معه فى الحوادث فلم يمشنى، وأتكلم معه فى شئ من الفقه فأجده عاريا منه، وكذا فى النحو والعروض من حين عرف أنى اشتغلت بفن التاريخ لم أعارنى كتابا من كتبه ولا أوقفنى على شئ من مصنفاته، فأوقفته أنا على عدة مصنفات لى منها (٢): «نزهة النفوس والأبدان فى تواريخ الأزمان» المقدم ذكره، وأوقفته أيضا على تأليفى للسيرة الشريفة النبوية الملقبة «بالجوهرية» على من هى منسوبة له أفضل الصلاة والسلام، فكاد أن يتجنن وصار يحلف لى أنه ما وقع بصره على تأليف فى هذا الفن مثل هذا التصنيف فى الانسجام والاختصار مع المعانى الجمة الوافرة، وسألنى أن يستو عبها مطالعة فأذنت له وأعادها بعد ذلك، وقد كتب عليها تقريظا مع جملة من كتب من السادة المشايخ والأعيان كالشيخ محيى الدين الكافيجى الحنفى والشيخ أمين الدين


(١) cf.Wiet:les Biographies du Manhal Safi،No .٢٧١٠.
(٢) فى الأصل «منهم».

<<  <  ج: ص:  >  >>