للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صهره ابن النوبرى الذى هو نقيبهم، ولا زالوا به حتى نزل لسيدى عبد البر عن درس الأبو بكرية (١) والصر غتمشية وأم السلطان، والتزم له بمائة دينار، وأنه ما دام حيا يتعاطى معاليمها، وكتبوا ذلك وشهد به أربعة من نوابهم وشخص من العدول يسمى ابن صلاح، وأظهروا ذلك وأنهم وصلوا لمقصودهم فبلغ ذلك المقام الشريف - نصره الله -[و] أن الإشهاد الذى صدر منه كان فى غير عقله، وأن نواب الحنفى وصهر ابن عبيد الله كتبوا لقاضيهم مهما أراد، فاحتد السلطان من ذلك وانزعج، ومات النازل (٢) فى يوم السبت خامس عشريه، فطلب السلطان الشهود والقضاة الذين حضروا وكتبوا وشهدوا بين يديه، وأكد فى حضورهم وصحبتهم صهره، فإنهم نسبوا صهره أيضا إلى أنه أخذ أشياء من وظائف وتعلقات كانت باسمه قديمة، فلما مثلوا يدى السلطان قسا (٣) عليهم وبالغ فى الحط على صهره وأوعده وهدده وقال له:

«تشهدوا (٤) على شخص غايب الوجود ومصداق ذلك مات من ليلته وأخّرتوه إلى يوم السبت؟» فاعتذروا عن ذلك فلم يقبل منهم. ورسم بطلب بقية الشهود وأن يصعدوا بهم غد تاريخه الذى هو الأحد سادس عشريه بين يديه، فرسموا عليهم وصعدوا بهم إلى القلعة عند جامع الناصر ابن قلاون وخاف أحد


(١) تنسب المدرسة البوبكرية إلى مؤسسها الأمير سيف الدين أسنغابن بكتمر الأبوبكرى المتوفى سنة ٧٧٧ هـ، راجع الخطط للمقريزى ٢/ ٣٩٠، وابن حجر: إنباء الغمر، ١/ ١١١ (تحقيق حسن حبشى) أما المدرسة الصر غتمشية فتقع بجوار جامع ابن طولون بالقاهرة، وهى من إنشاء الأمير سيف الدين صرغتمش الناصرى، راجع المقريزى، شرحه ٢/ ٤٠٣، وقد كانت كلتا المدرستين وقفا على الحنفية.
(٢) المقصود بذلك الشيخ محمود الأردبيلى.
(٣) فى الأصل «أسى».
(٤) أبقينا نص القول دون تعديل.

<<  <  ج: ص:  >  >>