للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمماليك وغيرهم، وحضورهم بغير إذن السلطان إلى القاهرة فى خفية منه، وصاروا يقيمون بدورهم إلى أن تكامل حضورهم، وبلغ السلطان - نصره الله - ذلك فسكت على مضض، وكان قبل هذا التاريخ ورد الخبر إلى القاهرة المحروسة بأن الكفيلى أزبك نائب دمشق وصل إليها وصحبته الأمير تمر حاجب الحجاب هو وبقية الأمراء المصريين بغير طائل؛ فما شاء الله كان.

وفى ثامنه الذى هو الخميس برزت المراسيم الشريفة بكتابة مراسيم شريفة بحضور المقر الأشرف الكفيلى أزبك نائب الشام منها وصحبته من بقى من الأمراء المصريين والمماليك السلطانية، وتوجه بالمرسوم تغرى بردى الأرمنى الخاصكى.

وفى ليلة سفر صباحبها عن الأحد حادى عشره سافر الأمير أزدمر الأشرفى - أحد الأمراء العشرات - وعلى يده مرسوم شريف بالقبض على تنبك (١) المعلم الأشرفى أمير حاج المحمل، وأن يتوجه به إلى القدس الشريف بطالا لأمر اقتضاه رأى السلطان وحقده عليه قديما.

وفى هذا اليوم المذكور ركب السلطان من القلعة وسار حتى وصل إلى خليج (٢) السد، فوجده لم يحفر؛ فاحتد السلطان وغضب، ورسم لعظيم الدولة وصاحب حلها وعقدها الأمير يشبك من مهدى الدوادار الكبير أن يباشر ذلك بنفسه، فتوجه فى الحال وفى خدمته خلائق من الناس، واهتم بأمره غاية الاهتمام بحيث إنه عمل فيه بنفسه، وأمر جماعة بالعمل فيه.

وكثر فى هذه الأيام فساد العربان على غالب البلاد القبلية والبحرية حتى أخربوها وكذلك غالب البحيرة، وذلك لاشتغال السلطان بتجهيز العساكر وتكفيتهم بالنفقة لأجل شاه سوار، وبسبب ذلك صار لا يلتفت إلى مصالح


(١) ابن إياس: بدائع الزهور (استانبول) ٣/ ١٧.
(٢) راجع ما كتبه المرحوم محمد رمزى فى تعليقه الوارد فى النجوم الزاهره ٤/ ٤٣ حاشية رقم ٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>