للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البلاد والعباد وهو معذور، غير أن الناس تعجبوا من السلطان لاهتمامه بهذا الجسر هذا الاهتمام العظيم، ويكفيك أن من عظم الاهتمام بعمل هذا الجسر المذكور [أنّه] اختار لهذا الجسر الأمير سودون القصروهى (١) والامير لاجين الظاهرى (٢)، وكلاهما أمير مائة ومقدم ألف وصحبتهما (٣) جمع كبير من المماليك وغيرهم، فراوداهم - أعنى من معهما - أن يعملوا فامتنعوا من ذلك، فوقع بينهم مخاصمات وضرب، حتى لقد أصيب بعض الأمراء بضربة فى وجهه فشجّته فى جبينه حتى سال الدم على وجهه.

وفى ليلة الخميس خامس عشره خسف جميع جرم القمر بالقرب من عقدة الرأس، وهو فى الدرجة الحادية والعشرين من برج الدلو، وابتدأ به الخسوف على مضى سبع ساعات ونصف ساعة من الليلة المذكورة، وكان انتهاؤه من ناحية الشرق للجنوب، وتم خسوفه عند انتهائه واستغرق جرمه فى السواد على مضى ثمانى ساعات وثلث ساعة ودقيقة، وانجلى انجلاء تاما بعد شروق الشمس بأربع درجات، وكان لونه فى وسط خسوفه أسود تعلوه خضرة، ثم تغيّر إلى لون مركّب بين السواد والخضرة والصفرة. انتهى.

فائدة: سأل شخص ناصر الدين محمد الأسدى الهيولى: «هل يمكن خسوف القمر فى ليلة الرابع عشر أم لا» فأجاب: «قد جرت العادة أن القمر لا يخسف إلا عند تمام نوره وكماله وإبداره ولكن على التمام والكمال منوط بأربعة أيام من كل شهر، وهو الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر، وتارة يكون التمام نهارا وتارة يكون ليلا، فإن توسّط سيره تبع الكمال فى ليلة الرابع عشر أو فى الرابع عشر نهارا وفى ليلة الخامس عشر، وإن أبطأ


(١) السخاوى: الضوء ٣/ ١٠٨٠.
(٢) السخاوى: الضوء ٦/ ٨٠٣
(٣) فى الأصل «وصحبتهم جمع كبير من المماليك وغيرهم، فراودهم أعنى من معهم».

<<  <  ج: ص:  >  >>