للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسألوه وتراموا عليه حتى أطلقهم بعد ألف جهد، وبعد أن أشهد على القاضى وشهوده بقسامة: أن لا يشهد الشهود ولا يقضى القاضى.

*** وأصبحت مصر وأهلها فى ألم شديد من عدة وجوه وهو أن الأساكفة رمى عليهم من ديوان الدولة جلود، وأخذوا منهم عدة زرابيل نحو كل زربول بستة أنصاف تحت ستة آلاف زربول. وأما الخياطون والجوخيون وأرباب الصنائع فهم مجتمعون فى عمل احتياج عظيم الدنيا الدوادار الكبير لأجل سفره، ومصروفه فى كل يوم على ما بلغنى يصل إلى ألف دينار ولا يقطع لأحد منهم درهما واحدا ولا يماطله.

وأما التجار الذين بالحوانيت فإنهم من أول شهر رمضان إلى نصف الشهر المذكور بطالون بسبب مبيع تركة الكفيلى بردبك الفارسى المشهور بالبجمقدار نائب الشام هو ودواداره أبى بكر، وإلى الآن ما انتهى المبيع.

واتفق (١) أن الأمير شرف الدين موسى بن غريب المتكلم فى الوزارة عوضا عن قاسم رمى الجلود التى أخذها منه من المدابغ على الأساكفة الذين بين القصرين وعلى أهل الصليبة (٢): الدرهم بمثله مرتين على ما بلغنى، وغرموا لأعوانه وقربائه ما لا يطيقونه، فأما أساكفة بين الصورين فوزنوا وصبروا واحتسبوا، وأما أساكفة الصليبة فإنهم أخذوا الجلود ووعدوهم ببعض الثمن، وأصبحوا فوقفوا للسلطان فردهم خدام الحوش السلطانى فرجعوا


(١) وردت هذه العبارة فى الأصل على الصورة التالية «واتفق أن الأمير شرف الدين موسى ابن غريب المتكلم على ورمى الأمير شرف الدين بن غريب المتكلم فى الوزارة عوضا عن قاسم الجلود» وقد صححت إلى ما بالمتن ليستقيم المعنى.
(٢) من أحياء القاهرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>