للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومشيرها ووزيرها وأستادارها ودوادارها الكبير وما مع ذلك دامت سعادته من داره ونصبت بالقرب من سبيل ابن قايماز بالقرب من تربته التى أنشأها، ونصب خيمة عظيمة لم ير مثلها إلا نادرا، ونصب حولها خمسة عشر صوانا بين كل صوان ورفيقه خمس قباب، ونصب خيمة عظيمة مقابل المدورة وسماها الركتخاناه وغير ذلك من صواوين (١) كبار عظام وشتل وغير ذلك.

وأما ما يحكى عن بركه ويرقه الذى جهزه فى هذه السفرة فيكاد لا يكون إلا لمن يكون سلطانا عظيما من الملوك المتقدمين. وبلغنى أن صحبته من مماليكه المشتروات أربعمائة نفر ومن الخدامة مائتين، ومن الخيول فلعل (٢) مائتى فرس وغالبهم بالسروج لذهب والكنابيش الزركش الخاص، وأما الدشار من الخيول فشئ [كبير] جدا، وأما الهجن الخاص فنحو المائة هجين، وأما الجمال فشئ كثير لا يحصر، وأما اللبوس والقرقلات والخوذ والسيوف والرماح والزردخاناه فأمر عظيم إلى الغاية والنهاية، حتى إن غالب مماليكه ينعلون الخيول ويدقون الطبلخانة ويزعقون بالنفير السلطانى، وفى نفس الأمر فالخام والبرك والمتاع والمال الذى خرج به هذا الأمير المعظم والكهف المفخم لم يسبقه إليه أحد من الأمراء إلا السلاطين، وهو فى حقيقة الحال نادرة من نوادر الزمان، عامله الله باللطف والإحسان.

وبلغنى أن الخلع التى جهزت صحبته نحو ألف خلعة ما بين سلاريات وكوامل وفوقانيات وغير ذلك، وسافر باشا على العساكر المصرية والشامية، وحاكما فى البلاد جميعها يعزل من يشاء ويولى من يشاء ويفعل أفعال السلطان، فألهمه الله العدل والحق فى أقواله وأفعاله، ونصره على أعدائه وأعداء الإسلام.


(١) فى الأصل «صوانين».
(٢) معنى بذلك «ما يقرب من».

<<  <  ج: ص:  >  >>