آمين، وأصحبه بالسلامة فى السفر والإقامة، إنه على كل شئ قدير، وبالإجابة جدير.
وفى حادى عشر شهر تاريخه توجه المقر الشرفى الأنصارى إلى البلاد الشامية ليتقدم الأمير الدوادار حفظه الله ويعرض عليه الرجال والسلاح، وقبض الأموال وصرفها بمشاورته فى ذلك وهو فى غاية الوجل والخوف من حرمة الأمير، فالله يحميه منه ويعطفه عليه وهو أيضا ملحوظ بالصلحاء والفقراء فيؤمنه الله.
وفيه توجه السيد الشريف علاء الدين القصيرى [الكردى] ناظر الأشرف إلى البلاد الشامية والحلبية فى مهمات السلطان نصره الله وأعلى مقامه، وترافق هو والمقر الشرفى الأنصارى فى السفر، وأذن السلطان له فى التكلم على المساجد والجوامع والأوقاف وعزل من أراد، واستمرار من اختار من القضاة وغيرهم مطلقا خلا القضاة الكبار، وهو فى ضخامة ومهابة.
وتقدم قبل هذا بأيام عزل السلطان لنائب قلعة حلب المسمى بيبرس الذى وقع له من نائب حلب ما وقع من ضربه له بطبر وغيره، واستقر عوضه بشخص من أمراء حلب يسمى ابن لبينة واستقر بيبرس المذكور أتابك قلعة طرابلس، وأطلق أحمد (١) بن الزينى عبد الرحمن بن الكويز من ترسيم الدودار الكبير على دين لأبى الخير الفراء قدره ثمانمائة دينار بعد أن كان فى السجن بالقاعة التى يسجنون فيها غرماء الوزير والأستادار، فالحمد لله الذى أنجده ونظر إليه وحنن عليه قلوب عباده.