للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفى يوم الأحد تاسعه دار النفطية والزدكاشية الذين بخدمة عظيم الدنيا الدوادار الكبير - يسر الله له كل عسير - بالنفوط التى صنعوها، ودار يشبك من حيدر نائب السلطنة بالنفط الذى صنعه برسم السلطان، وأنعم عليه بمائة دينار فإنهم أطلقوه (١) بحضور السلطان فى الرميلة وهو جالس بالقصر الأعظم والأمراء حاضرون فإنها ليلة موكب، واجتمع لهذا النفط النساء والرجال والشيوخ والصغار وغالب سكان مصر، وانقلبت مصر والقاهرة لأجله وتهتكوا.

وأصبح يوم العاشر من شهر تاريخه فداروا بطلب الأمراء المتوجهين للسفر فى خدمة عظيم الدنيا ومالك حلها وعقدها يشبك من مهدى أمير دوادار الكبير والسلطان نصره الله والأمراء فى خدمته بالقصر ينظرون ذلك، فأول طلب مر عليهم هو طلب الأمير برسباى (٢) المحمدى الظاهرى جقمق المعروف بقرا أحد مقدمى الألوف ولا بأس به، مع أن معه عددا من مماليكه ملبسين وهو متوسط، وخير الأمور الوسط، ثم طلب الأمير خير بك حديد الأشرفى برسباى أحد المقدمين الألوف، وهو بالشرح المذكور، وبعدهما طلب الأمير تمراز الشمسى الأمير قرا أحد المقدمين الألوف واستمر طلبه سائرا لجهة الصحراء إلى الريدانية بغير لبس ولا اهتمام بتنميق ولا بتجميل، وبقية الأمراء شقوا البلد. ثم جاء من بعدهم طلب المقر الأشرف الكريم العالى الزعيمى المسيرى المدبرى عظيم الدنيا على الإطلاق ومالك حلها وعقدها ووزبرها وأستادارها ودوادارها الكبير وما مع ذلك من تولية الذين يدعون بملوك الأمراء من الوجه القبلى والبحرى


(١) أى أطلقوا النفط.
(٢) أورد السخاوى: الضوء اللامع ٣/ ٤٠ ترجمة لشخص اسمه «برسباى قرا الظاهرى» وكان أمير مجلس، ولكنه ذكر أنه مات فى ذى الحجة سنة ٨٩٣ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>