للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دامت سعادته وبلغ مناه وإرادته، وهو فى غاية من الضخامة والعظمة والهجن العديمة النظير فى الحسن والجمال والكسوة العظيمة من الألوان المفضضة والمذهبة والمخمل، وعدتهم نحوا من مائة هجين، ومن الخيول المسومة الكاملة اللبس بالعدة والعدد نحو مائة وأربعين فرسا، فيها (١) ثمانية بسروج ذهب وكنابيش زركش، ومن الأثقال والأحمال مالا يسعنى وصفه، ومن المماليك الملبسين اللبس الكامل هم وخيولهم نحو خمسمائة فارس ومروا بذلك جميعه كما قدمنا ذكره، والسلطان والأمراء والعسكر يشاهدون ذلك، والنفوط تطلق بين يديه، ورؤس النوب والحجاب فى خدمته حتى الأمير تمر حاجب الحجاب الظاهرى جقمق بيده عصى وهو يرتب الأمور. كل ذلك والأمير الدوادار الكبير - مهد الله له البلاد وأطاع له العباد ووفقه لما يرضيه وختم له بخير، وكفاه كل ضرر وضير - والأمراء الألوف المتوجهون إلى السفر راكبون فى خدمته والمباشرون، خلا ناظر الخاص.

ولما انتهى الأمر توجه الأمير المذكور - وقاه الله كل محذور - ومن فى خدمته وصعدوا لخدمة مولانا السلطان المالك الملك الأشرف أبى النصر قايتباى خلد الله ملكه وثبت قواعد دولته ونصره على الأعداء.

واستمر مماليك الأمير الدوادار - الذين ذكرنا عدتهم خمسمائة نفر - ملبسين ينتظرونه تحت القلعة وهم بالعدة والفولاذ والسلاح وآلات الحرب حتى خيولهم، فلما صعدوا قبلوا الأرض بين يديه [،] ودعهم وأكرمهم وخلع عليهم كوامل سمور، وتوجهوا فى خدمة عظيم الدنيا الدوادار الكبيرهم وبقية العسكر، ولم يتأخر عند السلطان إلا نفر يسير من خاصكيته وأعوانه وبعض خدامه من الطواشية؛ وشق الدوادار القاهرة وقد أحدق أهلها وخرجت البنت من خدرها، واجتمع الخلائق لرؤيته، فكان يوما مثل يوم المحمل أو أكثر. وطلع من


(١) فى الأصل «فيهم».

<<  <  ج: ص:  >  >>