باب النصر وهذا تفاؤل له بالنصر والظفر والنجاح وقضاء الأرب، وفى خدمته من ذكر من العساكر والأمراء والمسافرين والمقيمين خلا المقر الأشرف الكريم العالى الأتابكى السيفى أزبك من ططخ الظاهرى جقمق أمير كبير - عز نصره - فإنه توجه لمنزله من جهة سوق الباسطية، وكذلك المقر الأشرف الكريم العالى السيفى جانبك الإينالى الشهير بقلقسيز الأشرفى برسباى أمير سلاح، وكان يوما عظيما وموكبا جسيما، هذا مع ما فوض له السلطان نصره الله من التكلم فيما شاء أين شاء حيثما شاء من عزل وولايات وإخراج إقطاعات وإنعام، وكتب له على ورق بياض بعدة مكتبات. وتوجه صحبته كما قدمنا نحو الألف خلعة، ثلثها على ما بلغنى من ديوان الخاص وهو صنع الباقى، وخرج فى رياسة ومهابة وفخامة وتؤدة لم يماثله فيها إلا السلاطين المعظمون، فالله المسئول أن لا يخيب لهم أملا وأن ينصرهم على عدوهم المخذول لتطمئن بذلك قلوب الرعايا ويأمنوا وتعمر القرى وتسكن الفتن ويحصل المقصود ببركة أشرف رسل الله خير خلقه وحبيبه ونبيه. آمين. آمين.
وأصبح يوم الثلاثاء حادى عشره فركب السلطان - نصره الله - من قلعة الجبل وتوجه إلى الريدانية إلى عظيم الدنيا وإلى المسافرين، فوقف عند خيمة كل أمير منهم وكلمهم بما يليق بهم، ثم توجه إلى عند الأمير الدوادار الكبير فنزل عنده وتحدث معه طويلا، فأحضر له حلوى وفاكهة فأكل وفرّق وركب وتوجه نحو الخانكاه وصعد القلعة من الجبل، وكان حضوره إلى الأمير الدوادار المذكور فى نفر يسير نحو العشرة أنفس، ثم تلاحق به العسكر.
وصار دوادار الوالى فى هذه الأيام ينادى فى الشوارع والطرقات أن أحدا لا يتأخر عن السفر فى خدمة الأمير الدوادار ولا غيره من الأمراء المسافرين