للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن تأخر وسّط، فاتفق أن السلطان لما توجه إلى الدوادار وجد شخصا من المماليك السلطانية ضعيفا ولم يسأله فى الإقامة فرسم له بالإقامة، ورآى شخصا آخر خيوله ضعاف فرسم له نحيول، فالله ينصره ويبلغه الأمانى ويلهمه الحق. آمين.

يوم الأحد سادس عشره ركب السلطان من قلعة الجبل فى جماعة من أخصائه وأمرائه وتوجه إلى الأمير الدوادار الكبير فوجد الأمراء الذين عينوا معه للسفر رحلوا إلى جهة البلاد الشامية وتأخر هو وقد فك خامه، فنزل عنده وتغذّى معه وتحدثا طويلا فى خلوة زمنا مديدا، وجلس إلى الظهر وعاد إلى القلعة

ورحل الأمير الدوادار فى ليلة الإثنين إلى الخانكاة، وتوجه فى خدمته الجم الغفير ومن جملتهم رئيس الدنيا ابن مزهر الأنصارى كاتب السر الشريف حفظه الله على المسلمين ورجع فى ليلة الثلاثاء ثامن عشره.

وتقدم فى يوم الخميس ثالث عشره أمران: أحدهما أن شخصا يسمى جكم البواب كان بالقلعة عند السلطان فى خدمة القصر ونزل إلى داره فمات فجأة فى وقته؛ والأمر الآخر أن شخصا يسمى قاسم بن جانبك حاجب الحجاب بدمشق بل واستقر فى نيابة طرابلس أيضا، ومات.

وقاسم المذكور أصله من الأمراء العشرات بدمشق كان تزوج امرأة متمولة كانت زوجا لسودون نائب قلعة الشام ومات عنها، وتزوجها قاسم المذكور واستولدها بنتا فماتت الزوجة ووصت له بأشياء، فأخذ حصته وأخذت البنت حصتها، وحملوا حصة بيت المال له، فلما بلغ السلطان ذلك من الشريف علاء الدين القصيرى الكردى ناظر الأشراف الذى توجه للبلاد الشامية، وظاهر الحال أنه ما عمل مصلحته معه فزاد ونقص وبلغ فيه ما أراد فأنكر

<<  <  ج: ص:  >  >>