للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتوفى الشيخ نور الدين على بن القاضى شمس الدين محمد بن قاضى القضاة ناصر الدين أحمد المعروف والمشهور بابن التنسى (١) المالكى فى ليلة الجمعة المسفرة عن سابع شوال المبارك فجأة وقت الأذان، وصلى عليه بعد العصر من الغد بمصلى باب النصر، وحضر جنازته القضاة الأربعة وغيرهم من المباشرين والفقهاء والطلبة والأعيان خلا المقر الأشرف الكريم العالى رئيس الدنيا ابن مزهر الأنصارى كاتب السر الشريف حفظه الله على المسلمين، ودفن بحوش الصوفية سعيد السعداء، ومولده فى سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة بالقاهرة ونشأ بها فحفظ القرآن وكتبا، واشتغل على شيوخ عصره فى الفقه كالشيخ [الزين] عبادة والشيخ ظاهر (٢)، وغالب المعقول والمنقول على الشيخ تقى الدين الشمنى (٣)، وأكثر من ملازمة شيخنا الشيخ شهاب الدين أحمد الآمدى (٤) المغربى فى النحو، وأخذ أيضا عن شيخنا شيخ الإسلام الشروانى (٥)، وعن شيخنا شيخ مشايخ الإسلام الكافيجى، ولم يزل يدأب فى التحصيل حتى تقدم ومهر فى النقول والفنون، وأشير إليه بالفضيلة التامة فناب فى القضاء عن الولى السنباطى (٦)، واستقر فى تدريس الجمالية بعد عمه قاضى القضاة بدر الدين ابن الننسى (٧)، واستقر فى تدريس جامع ابن طولون بعد القاضى الشريف حسام الدين بن حريز (٨)، وانتدب بعد السيد حسام الدين للإقراء فأقرأ كتبا


(١) راجع عنه السخاوى: الضوء اللامع ٥/ ٤١٢
(٢) بالطاء فى الضوء اللامع ٥/ ٩٧٢.
(٣) انظر السخاوى: نفس المرجع ٢/ ٤٩٣.
(٤) انظر نفس المرجع ٢/ ٥٠٤.
(٥) ذكر السخاوى فى الضوء اللامع ج ١١ ص ٢٠٩ أنه نسبة لمدينة بناها أنو شروان محمود باد، فحذفوا «أنو» تخفيفا، واسمه هو محمد بن مراهم الدين، انظر الضوء اللامع ١٠/ ١٦٥.
(٦) السخاوى: الضوء اللامع ٩/ ٢٩٧.
(٧) نفس المرجع ٧/ ١٨٣.
(٨) شرحه ٧/ ٤٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>