للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأفتى قليلا، ولما مات المحب ابن عبد الوارث من مدة سنة وثمانية شهور عينه رئيس الدنيا المقر الأشرف الكريم العالى الزينى ابن مزهر الأنصارى كاتب السر الشريف - عظم الله شأنه - لقضاء المالكية بدمشق فصعد مرارا ليلبس فلم يتهيأ له ذلك لأمور اقتضت ذلك، إلى أن كان يوم الثلاثاء رابع شوال فصعد للسلطان وخلع عليه واستقر فى قضاء القضاة المالكية بدمشق عوضا عن ابن عبد الوارث، وركب معه القضاة والأعيان فلم يلبث أن فجأه الأجل المحتوم الذى لا محيد عنه ولا مفر، وخلّف جارية مشتملة على حمل، ومن العجيب أن أخاه الشهابى أحمد سافر قبل موته بيوم واحد إلى دمياط فطلب بعد هذا لأجل تركته فإنها تشتمل على ما بلغنى نحوا من ألف دينار، وخرّجوا وظائفه لجماعة، فاستقر فى تدريس الجمالية الخطيب الوزيرى المالكى، وفى تدريس جامع ابن طولون قاضى القضاة سراج الدين بن حريز (١) المالكى، وأخذ مرتبه على الجوالى وصرته فى البخارى عمر بن موسى اللقانى (٢)، وقيل ابن اللقانى أخذ الجوالى والشيخ عباس المغربى (٣) المالكى أخذ صرة البخارى، وباسم صاحب الترجمة طلب بالبديرية (٤) التى بباب سر الصالحية (٥) أخذه يحيى السفطى (٦) نقيب المالكية وأشياء أخرى لا يسعنى تفصيلها.

يوم الخميس العشرين من شوال خرج المحمل والقضاة فى خدمته ونوابهم والفقراء من سائر الطوائف، وأمير الحاج يشبك الجمالى المحتسب مملوك الصاحب


(١) الضوء اللامع ٦/ ٢٦٢.
(٢) الضوء اللامع ٦/ ٤١٥.
(٣) واسمه الكامل عباس بن أحمد المغربى، راجع السخاوى: الضوء اللامع ٤/ ٦٧.
(٤) وكانت تقع خلف المدرسة الصالحية النجمية كما أشار إلى ذلك المقريزى فى خططه عند كلامه عن تربة الزغفران.
(٥) انظر المقريزى: الخطط ٢/ ٣٧٤.
(٦) السخاوى: الضوء اللامع ١٠/ ١٠٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>