الأمير الزمام ليغلق للناس مالهم على أخيه من الديون بحكم الربع كما التزم بذلك، خلا مال السلطان فإنه الكامل، والله المستعان.
وأطلق الوزير قاسم من سجن الديلم إلى حال سبيله بأمر السلطان ومساعدة المقر الأشرف الكريم العالى الزينى رئيس الدنيا ابن مزهر الأنصارى كاتب السر الشريف حفظه الله على المسلمين.
[وفى] يوم السبت المبارك ثانى عشره رسم لقاضى القضاة سراج الدين عمر بن حريز بالتوجه إلى منزله من طبقة الزمام بعد إقامته بها ثمانية أيام وهرع الناس للسلام عليه، وصنع عظيم الدنيا ابن مزهر الأنصارى ناظر الإنشاء حفظه الله مدة عظيمة وقرأ ختمة فى ليلة الجمعة المباركة المصبحة ثانى عشر شهر تاريخه وأصبح فعمل نفطا وأطلقه بالبركة فكان له مجلس عظيم، واجتمع فيه عدة خلائق على عادة للتفرجين والمتهتكين، فحفظه الله على المسلمين.
وفى الرابع عشر من شهر تاريخه سقط بيت فى الجسر المشهور بجسر بسباى فى البحر وغرقت امرأة مرضعة وطلعوا بها ولم يعرفوا للولد أثرا ولا خبرا.
وفيه شفع فى الأقطع دوادار الوالى الذى كان المقام الشريف رسم بنفيه فرجعوا به واستمر بطالا بداره.
يوم السبت رابع عشره ركب السلطان وفى خدمته الأمير الكبير وبقية الأمراء وتوجه إلى خليج الزعفران فنصبوا له الخام وتغدى وأقام إلى آخر النهار وركب العصر وتوجه إلى القلعة، وبينما هو فى أثناء الطريق رآى جنازة امرأة فصلى عليها إماما وصلى عليها الأمراء مأمومين فنصره الله وما رأيت أكثر من محاسن هذا السلطان - نصره الله - ومن عدله ولطفه ورفقه وتواضعه للضعيف والفقير والبائس والمحتاج مع شدة سطو حرمته على الجبابرة والمتمردين والظلمة والفجار والمتكبرين فجزاه الله أحسن الجزاء