فصبى السجن:«أنا فى الحديد والذى يأخذه الرسول أنت أحق به»، فقبل قوله وتوجه معه إلى الباطلية أو ما يقرب منها إلى قاعة برحبة الأيدمرى من ناحية البرقية، وأراد الدخول إليها فامتنع المرسم عليه وكان قد أكمن له فيها رجالا ذوى عدد وعدد، فضربه إنسان على رأسه وأخذ المفتاح وفتح القفل وضرب أيضا بدبوس محدد فسقط، وأركبوا ابن زامل المذكور فرسا وتوجهوا به إلى حيث شاءوا، واستمر الذى كان معه ملقى على قارعة الطريق، فبلغ أهله ذلك فحملوه وهو لا يعى ولا يفيق.
يوم الأحد حادى عشريه سافر المقر الأشرف الكريم العالى الأتابكى السيفى أزبك من ططخ إلى البحيرة لأجل تخضيرها.
وفيه وصل جماعة من بلاد ابن عثمان فى البحر وصحبتهم عدة من الفرنج وأسرى من المسلمين ظفر بهم العثمانية عند دمياط، فاقتتلوا معهم وانتصروا عليهم وصعدوا بهم للسلطان: والحمد لله على ذلك، إنه الولى والمالك.
يوم الخميس رابع عشريه عزل السلطان - نصره الله - القاضى السيد الشريف الأرميونى (١) نائب قاضى القضاة المالكية الذى حانوته ومحكمته فى جانب شوارع الشوايين، وسبب عزله أن شخصا يسمى «فلان الرماح» - وهو من جهة السلطان - تخاصم مع جماعة من أهل جامع الأزهر وشكاهم إلى الوالى وغرمهم نحو المائتى درهم، فلما خلصوا من بيت الوالى شكوه من الشريف المذكور وادعوا عليه أنه شكاهم وغرمهم المبلغ المذكور، فاستفسر عن ذلك فقال:«هم ضربونى فضربتهم»، فسألهم:«هل ضربتموه؟» فأنكروا وحلفوا ولم يكن له بينة، فأمر بتعزيره وألزمه بدفع المبلغ الذى غرّمه لهم، ثم