للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ناب فى القضاء عن القاضى شرف الدين المناوى الشافعى، وحصل له فاقة فرغب عن إمامة الخانقاه.

وكان إنسانا جيدا متواضعا لينا متقللا من الدنيا قانعا باليسير منجمعا عن الناس خصوصا فى آخر عمره، واختصر «الأنساب لابن الأبار» وكذا شرع فى اختصار «الأطراف للمزى»، وأخذ عنه بعض الطلبة، وخلف بنتين متزوجتين وبيت المال، وضمت تركته مائتى دينار، وخص سعيد السعداء منها شئ يسير، والله تعالى يعفو عنه ويسامحه ويغفر له.

وفى يوم الثلاثاء ثالث عشره توفى يوسف شاه العلمى ابن الكويز بعد ضعف وانقطاع، وكان قد استمر فى «المعلمية» عوضا عن البدرى حسن ابن الطولونى مرتين، واستقر فى نظر القرافة عوضا عن أبى بكر المصارع الذى كان من جهة الظاهرى جقمق، وولى كشف الجيزية بواسطة الصاحب أمين الدين إبراهيم بن الهيصم وولى كشف التراب من باب الأستادار، وتكلم فى سواقى القلعة التى تحمل إليها الماء من مصر القديمة، وتنقلت به الأحوال وأملق حاله لكنه [كان] مستورا، وصاهر القاضى بدر الدين الحلاوى بواب أدر الضرب وفى الواقع كان هينا لينا لا بأس به.

.

وفى ليلة الاثنين ثامن عشريه توفى بدر الدين محمد بن على المناوى القاهرى، عرف بابن جنة، ونسب لأمه وهجر انتسابه لأبيه لكونها ابنة الشيخ بدر الدين محمد بن شيخ الإسلام البلقينى، وكان قد باشر نيابة القضاء عند القاضى سراج الدين عمر الحمصى لما ولى قضاء دمشق، وصاهر الخليفة أمير المؤمنين. ثم ناب فى القضاء عن القاضى علم الدين البلقينى بسفارة ما بينهما من النسب ولكنه لم يتعاط الأحكام بالقاهرة إلا فى النادر، ثم عزل وصار يتجر فى النماش وغير ذلك، وصلى عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>