من الغد بجامع الحاكم ودفن فى حارة بهاء الدين بفسقية كان القاضى ولى الدين ابن تقى الدين صنعها لنفسه بمدرسته التى استجدها بحارة بهاء الدين قراقوش بالقرب من المدرسة الشريفية القديمة، ودفن الولى البلقينى فى فسقية أعدها صاحب الترجمة لنفسه بدمشق فكانت غريبة.
وخلّف ثلاثة إخوة: امرأة ورجلين، وحرم أخويه المذكورين وخصص للأخت وابنتين دارا فأوقفها على إحدى بناته وأخته، والله تعالى يجمع بينهم ويحكم فيهم بعدله، إنه العليم بكل شئ.
وفى يوم الثلاثاء حادى عشريه شكى المحتسب للسلطان شركاؤه فاحتد السلطان عليه وهدده وذكر له أمورا.
وفيه قبض على شمس الدين محمد صيرفى جده المشهور بابن عبد الرحمن وطلبه فى خلوة وهدده بأمور، وذكر له أنه صدر منه قبائح وقال له:«كم لك سنة صيرفيا بجدة»، فقال:«أربع سنين»، فرسم أن يؤخذ منه عشرون ألف دينار وهو مقيم بالطشطخاناه، وسبب القبض عليه أن السلطان طلب من المحتسب وشاهين نائب جده خجداشه أن يقترضا له عشرة آلاف دينار من أم أستاذهم فما وافقت على ذلك وأظهرت عجزا وشكاية، فغضب السلطان على ما بلغنى فى الباطن، وفى الواقع فهذا السلطان آخر الملوك العادلة فإنه خوّل المحتسب وشاهين فى البلاد المصرية والحجازية.
ووصل المقر الأشرف الكريم العالى السيفى الأتابكى أزبك من ططخ الظاهرى من البحيرة فى ليلة السبت المسفرة عن خامس عشرى شهر تاريخه ولم «يتكمل» تخضير البحيرة مما صنع فيهم ابن غريب من الظلم فى العام الماضى من القياس.
وشكى إلى السلطان فى هذا اليوم شخص من الخاصكية يسمى «دولات