باى حلاوة الأشرفى على تغرى برمش من حميد الدين الإينالى الأشقر الذى استقر أمير عشرة، وهو صهر خليل بن أرغون شاه وأخذ إفطاعه، ورسم له السلطان أن يعطيه منه فى كل سنة مائة ألف درهم، وسبب ذلك أن دولات باى المذكور كان أمير عشرة فعيّنه السلطان لتجريدة شاه سوار فامتنع فقال له السلطان:«كيف تأخذ الإمرة»؟ فقال:«مالى بها حاجة، خذوها» فقال له السلطان نصره الله: «استخير الله»، فاستخار ورمى إمرته فأخذها السلطان ودفعها لهذا المذكور، ورسم أن تكون له إمرة بمبلغ أربعمائة ألف درهم، والمائة الألف التى تفضل من الإقطاع تكون لدولات باى وهو بطال، وطالبه أول سنة فما دفع له شيئا وقال له:«لو جانى قايتباى ما أعطيتك شيئا» وشكاه للسلطان فأضمرها فى نفسه، وجاءت هذه السنة ففعل كما فعل فى الماضى فشكاه للسلطان فأغلظ فى الجواب، فرسم له السلطان بلزوم بيته وهدده فيه، فخرج من الحلقة واجتمع خجداشيته من الإينالية بوسط الحوش فرآهم السلطان فطلبه وطلب العصى، فشفع فيه الدوادار الثانى ومن كان حاضرا، فرسم السلطان بالدواة وكتب بإقطاعه فكتب لغريمه دولات باى وانفصل الحال على ذلك، والله الولى والمالك.
وفى يوم الثلاثاء حادى عشريه وقف أولاد ابن إينال للسلطان هم وأرباب الوظائف بمدرسة جدهم، وأظهر كل منهم فتاوى بخط الشيخ أمين الدين الأقصرائى والشيخ محيى الدين الكافيجى والشيخ قاسم الحنفى، فرسم السلطان - نصره الله - لرئيس الدنيا ابن مزهر الأنصارى - حفظه الله - أن يعلم قضاة القضاة والمشايخ الذين أفتوا بينهم أن يحضروا مجلسه فى يوم السبت خامس عشريه، فلما كان يوم السبت المذكور صعد قضاة القضاة الثلاثة ونوابهم - وكنت حاضرا - ومن نواب الحنابلة إثنان: الخطيب الحنبلى والسعدى، والشيخ أمين الدين الأفصرائى والشيخ قاسم وأتباعهم وجلسوا بالحوش السلطانى