إلى السلطان، فقام له المجلس بتمامه واعتنقه السلطان وأكرمه، فجلس تحت قاضى الحنفية المحب ابن الشحنة فسأله السلطان:«أنت أفتيت فى الإدخال أو فى الإخراج»؟ فقال «لا وإنما سئلت عن لفظ من وكلما، فأفتيت بأنهما عام».
فقال جماعة الشيخ أمين الدين الاقصرائى:«مرحبا بالوفاق، اقرؤا الفاتحة وانصرفوا»، فقال اللسلطان نصره الله:«إلى أين تذهبوا»؟ ثم التفت إلى الشيخ محيى الدين وسأله:«قولك هذا عام: أولاد إينال يجوز إدخالهم وإخراج غيرهم»؟ فقال:«نعم»، فالتفت إلى الشيخ أمين الدين وقال:
«لو أقمتم إلى المغرب ما فارقتكم. إيش الجواب عن ذلك؟»
فقال الشيخ قاسم وغيره من الحاضرين:«هذا خاص بأهل المدرسة»، فالتفت الشيخ محيى الدين وقال للسلطان وللدويدار ولقاضى القضاة الحنفى:
«هذا الرجل - يعنى قاسم الحنفى - لا يعرف النحو ولا اللغة ولا الأصول ولا الفقه، وإنما يعرف الحيل، وهو محجور عليه فى الفتوى لأنه يأخذ عليها رشوة، وهذا يسمى مفتى ماجن وقد ألفت هذا الكتاب» - وأخرج كتابا فيما كان وقع بينه وبين الشيخ قاسم من الكلام قبل هذا وأعطاه للدويدار، فأخذه الدويدار فدفعه للشيخ قاسم فقال:«أنا ما قصدته بشئ» فأحضر كتاب الوقف وقرأه للمقر الزينى ابن مزهر حفظه الله بين يدى السلطان ومضمونه بالمعنى: أن السلطان الظاهر جقمق وقف على مدرسة إينال وقفا، وجعل النظر فيه لابن إينال، وجعل له أن يدخل من شاء ويخرج من شاء كلما بدى له، فقال السلطان:«هذا كتاب الوقف إيش جوابكم عن ذلك؟»، فقال الشيخ محيى الدين للشيخ أمين الدين: «أنت رجل مفتى وعالم، وأبو حنيفة ﵁ وأبو يوسف كانا يتناظران فى المسألة الواحدة كم مرة، فلا أنت أبو حنيفة ولا أنا أبو يوسف، وهذا المقام من أى العموم؟ من