الذين لهم عادة - كالوالى ونقيب الجيش والمحتسب والعشرات وبعض طبلخانات والأمراء روءس النوب والحجاب - أمامه والمباشرون على عادتهم، ودعى له الناس دعاء عظيما وابتهجوا به وقدّموا له القصص فمنها قصة تتعلق بالأطرون، وقصة فى القاضى المقسمى ادعى عليه شخص يسمى تقى الدين الطيورى الحلبى المشهور بخروف بمائة دينار عند قاضى الحنفية ابن الشحنة فاعتقله عليها وغير ذلك، فأما الأطرون فله مدة ومحتال به السقايين بالقلعة الشريفة فى جوامكهم ويتعذر إزالته، ووقفوا له قبل ذلك فأمر بضربهم وإخراجهم، وأما المقسمى فقال:
«الشرع يعمل معه» وشاع وذاع وملأ الأسماع أن بطاقة قاصد القاضى ابن مفلح الذى طلب من دمشق وهو قاضى قضاتها ليستقر فى قضاء الديار المصرية أخبر عنه أنه ضعيف وعاجز عن الحركة والهرم وأنه لا طاقة له بذلك، وأشيع حضور تاج الدين ابن شيخنا شيخ الإسلام قاضى القضاة سعد الدين سعد بن الدميرى الحنفى من القدس ليستقر فى وظيفة قضاء الحنفية بمال تقدم ذكره، وبعيد أن وصل إلى منى وسوّأ علىّ رحلتى ومقامى.
يوم الخميس ثانى عشريه دار المدراء يخبرون بوفاة ولد المقر الأشرف الكريم العالى السيفى الأتابكى أزبك من ططخ الظاهرى أمير كبير وعمره سنتان أو دونهما، وصلى السلطان عليه والأمراء وقضاة القضاة وكانت له جنازة حافلة وكيف لا وأبوه الأتابك، وجده لأمه الظاهر جقمق، ودفن بتربة جده المذكور، وإلى الله ترجع الأمور.
[١٤٤ ب] يوم الخميس بل الأحد خامس عشريه وصل بطاقة الأمير قنباى صلاق من البلاد الشامية من قطيا قاصدا من عظيم الدنيا الدوادار الكبير عز نصره فاهتموا به وبملاقاته، ووصل، القاهرة فى يوم الاثنين سادس عشره وصعد القلعة وتمثل بين يدى السلطان فخلع عليه بعد أن قبل الأرض ويد السلطان وقرئت مطالعته ومضمونها بالمعنى أن بعض العسكر استمر فى طلب