للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شاه سوار المخذول إلى أن ظفروا بما يتعلق به من قماش وبرك وخيوله وأعوانه، وصاروا فى قبضته. هذا بعد أن استكملنا أخذ القلاع التى كانت معه بأجمعها، وقلعة سيس سلمت بالأمان، وأما العساكر المصرية فالنادر منهم يقيم بحلب والباقون يريدون التوجه للديار المصرية» فما أعجب السلطان ذلك وكظمها وخلع عليه بقية الأمراء الأكابر والأماثل والمباشرون الخلع السنية بالطرز الزركش والسمور والمخمل وغير ذلك، وبالغوا فى إكرامه لأنه من جهة السلطان وزوج قرابته.

واتفق أن المقر الأشرف الكريم العالى الزينى ابن مزهر كاتب السر ورئيس الدنيا بل ذى الرئاستين لما حضر إليه قانباى المذكور أحضر له مأكولا ومشروبا، وخلع عليه طرازا زنته مائة مثقال وعشرون مثقالا، ودفع له صرة فيها مائة دينار، فأعجب السلطان ذلك وبالغ فى مدحه المقر الأشرف المذكور حتى قال له لما رآه: «بيّض الله وجهك»؛ وفى الواقع فهو عمدة هذا الوجود بلغه الله السؤل والمقصود، فإنه محط رجال الملهوفين والقائم بحقوق المسلمين، ومجمع العلماء والأدباء والمحققين وروح المسلمين وما بالك بالجسد إذا كان بلا روح؟ فجزاه الله عن المسلمين خيرا. آمين.

يوم الثلاثاء سابع عشريه وقعت حادثة غريبة بحارة بهاء الدين قراقوش وهو أن بالقرب من دار شيخنا شيخ الإسلام ابن حجر قاعة مظلمة طويلة ساكن فيها شخص حلبى أعزب غريب، والقاعة ملك لشخص من أولاد عرب القديم، فاستمال الحلبى امرأة من بنات الخطا وأمها، ودفع لهما شقة حرير وذهب حضر بها إليه عجوز قوادة، وعليهما أقمشة مزر كشة وحرير وأساور ذهب وحلق ببلخش وفيروز ومرسلة ذهب بمسك وأمثال [ذلك] فأوسعهم شرابا من الخمر وصنع فيهم مالا يحل وخنقهم وأخذ ما عليهم وهرب وتركهم

<<  <  ج: ص:  >  >>