للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صعدوا للسلطان وتكلموا عنك بكذا وكذا فأمر بطلبك» فعند ذلك طلب قماشه ليلبسه فقال له: «ما معى دستور أنك تلبس غير [١٤٧ ا] الذى عليك» فامتثل وركب خلف إنسان على بغلة وصعد إلى أن صار بين يدى السلطان فأراد تقبيل يده فأعرض عنه، ثم التفت إليه وقال له: «أنت فعلت كذا وكذا» فأجاب بنعم، فأمر أن يعمل معه الشرع، فادعى عليه ابن تقى بما وقع عند الشافعى أو الحنفى، فأجاب فحكم بتعزيره ونفذ الباقون فقال ابن تقى: «لا أعزره إلا فى مجلس» فقال: «افعلوا» ونزلوا به وعزروه وأودعوه مكانا لا يذكر. هذا خطاب الشيخ سراج الدين العبادى للسلطان أو ما معناه، فإنه أخبرنى بذلك من لفظه فقال له السلطان: «يا شيخ سراج الدين أنا [ما] بهدلت الشرع والقضاة، وإنما أريد أن يكونوا على الأوضاع» وحنق السلطان من هذه الكلمات فصار المقر الأشرف الكريم العالى الزينى ابن مزهر الأنصارى كاتب السر حفظه الله وأطال بقاءه، يخفض على السلطان ويرضيه ويريضه ويبسط له العذر ويصوب أقواله وأفعاله.

ثم إن الشيخ سراج الدين ختم مجلسه مع السلطان بأن قال: «يا مولانا السلطان: إن الناس من باب المدرج إلى آخر باب النصر اجتمعوا لينظروا ما يفعل بالقضاة ومن ينزل منهم مجبور ومن ينزل منهم مكسور»، ودعى له وانصرف، فجازاه الله خيرا عن المسلمين. آمين.

ثم إن رئيس الزمان وعين الأعيان ذا الرياستين الذى اشتهر بالخير فى أفعاله وأقواله المقر الزينى ابن مزهر الأنصارى كاتب السر الشريف ستره الله فى الدنيا والآخره صار يطلب الناس واحدا بعد واحد إلى أن وصل إلى القاضى فتح الدين السوهاحى، فبمجرد سماع السلطان نصره الله اسمه شاط وعاط وقال له:

«أنت تعمل الحر عبدا والمسلم كافرا والحق باطلا!!» ولم يزل المقر الزينى يتلطف

<<  <  ج: ص:  >  >>