به حتى قرره على عادته، وكذا لما دعى أبو بكر الأبشيهى الشافعى الحاكم عند مدرسة جانبك الدوادار الأشرفى برسباى حنق عليه وغضب منه وصار يذكر عنه أمورا، كل ذلك وهو [١٤٧ ب] ينشد فى بيتين أولهما:
لا تكسرن قلوبا قد أتيت بها … وقابلنها بحسن العفو والرحب
وعمّ بالخير من قد جاء منكسرا … وبالخصوص إذا ما كنت فى رجب
ثم وصلوا إلى استدعاء ابن الشيخ محيى الدين الطوخى فقال السلطان:
«إبش (١) معنى القضاة الكبار مثل الطوخى وأمثاله، ما تولّوهم؟» وانتهى أمر الشافعية بمساعدة المقر الزينى ابن مزهر إلى هذا.
ثم استدعى المقر الزينى المذكور - زينه الله بالوقار والبهاء والفخار - نواب الحنفية إلى أن وصلوا إلى ابن إمام الشيخونية أمام الأمير آخور الكبير فلما رآه السلطان ابتدره وقال له:«أنت تعرف الحكم الذى حكمت فيه؟» وصار يهدده ويوبخه ويقول له: «ابنك قاضى» فما ساعه إلا الإنكار بأنه ليس بقاض حتى سكت، ثم استدعى بكمال الدين بن الطرابلسى فبمجرد ما وقع بصره عليه سبه وذكر أبوه، وذكر زين الدين الأستادار ومنصور، وقال للقاضى الحنفى:«من عمل هذا قاضى؟» فأجاب بأنه قاضى من أيام ابن الديرى. هذا مع أن كل من يقدم للسلطان من نواب الحنفية ويدعى باسمه يسبق قاضى القضاة الحنفى ويقول للسلطان «هذا من جهة فلان».
ثم طلب الطولونى السمين الذى يجلس بحانوت مجاور لبيت الشيخ خير الدين السنسى الذى كان فى خدمة خير بك الدوادار الظاهرى خشقدم،