فحين رآه سبه وعزله صريحا، وقال للقاضى الحنفى:«من عمل هذا قاضيا؟» فقال له: «خير بك الدوادار»، ثم طلب ابن ظهير، فلما رآه قال له:«أنت مباشر لص حرامى، من عملك قاضيا؟»، ثم التفت إلى مستنيبه وقال له:«هذا صهرك؟» فقال له: «أحضر لى خط الشيخ تقى الدين الشمنى على كتاب الكنز بإجازته له» فقال له: «تحتج علىّ بالأموات؟» فلم يزل المقر الزينى يتلطف به حتى سكت.
ثم طلب ابن الردادى فقال السلطان:«من عمل هذا قاضيا؟» فقال مستنيبه: «سألنى فيه أكبر الشافعية سراج الدين العبادى» ثم طلب كاتبه من فوق المصطبة، وأوصلنى المقر الزينى حقى وقال عنى للسلطان:«إنى من طلبة الشيخ محيى الدين الكافيجى وأنه سأل فى ولايتى وأنى قرأت على علماء ومشايخ منهم شيخ الإسلام ابن حجر» فلم يتكلم ببنت شفة مع أن المقر الزينى ستر على قوم من الشافعية والحنفية والمالكية، فمن الحنفية الشريف الوفائى المقسى وابن الفصيف وغيره. وممن طلع ولم يقف للسلطان وتعلل بأنه حصل له قولنج خير الدين الرميثى الشافعى، وكان لما عرض القاضى بدر الدين الدميرى كتكوت قال له:«أنت أيضا قاضى» فقال «يا مولانا السلطان لى عشرين سنة قاضى» قال: «يكفاك استريح». ثم عرضوا نواب المالكية فلم يقع فيهم كلام سوى أنه سأل عن واحد أو اثنين من ولاّهم، وانصرف المجلس على ذلك. ووقع من الحنفى فى وسط المجلس للسلطان:«أنا نوابى لو علمت على أحد منهم سوءا ما وليته. يا مولانا السلطان: شخص يسمى عمر المناوى من نوابى وقعت له قضية فضربته وعزلته وحبسته، ولولا الشيخ تقى الدين الحصنى ما أعدته ومع أنى ما أعدته، وإنما فوضت للشيخ المذكور فإنه سألنى فيه والشيخ يفوض له وسيعرض عليكم»، فلم يدعوه (١) المقر الزينى وستره ستره الله فى نفسه ومن يلوذ به، وآخر الأمر سأل