للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عز الدين المقدسى الحنبلى، فرسم السلطان للمقر الأشرف الزينى ابن مزهر وللمقر الأشرف العالى السيفى تنبك الدوادار الثانى أن ينظرا فى هذه القضية ويعملا بالشرع فيها، ووقف المحمودى آل النظر فيه لقاضى القضاة الحنفية من مدة يسيرة. فلما وقف عثمان المذكور للسلطان احتد وغضب وأساء على رئيس الدنيا ابن مزهر حفظه الله وبهدل القاضى نور الدين الإنبابى نائب المقر الزينى بن مزهر وهدده بضربه بالمقارع، فإن أخاه مباشر الوقف المذكور. ثم أن السلطان قال: «أنا أرسل فى قضية كاتب السر والدوادار والحاجب وما ينقضى لى شغل؟ أنا أتوجه بنفسى، هاتوا الفرس». فوقف الأمير جانبك الفقيه الأمير آخور الكبير وتدخل على السلطان فى عدم اركوب فلم يقبل وتوجه فى خدمته من القلعة من الأمراء المقدمين الألوف تمر حاجب الحجاب وأزدمر الطويل وقراجا الطويل وطبلخانات وعشرات ورؤوس نوب وخاصكية وأخصاء من المماليك السلطانية خلا الدوادار الثانى فإنه لم يحضر صحبة السلطان إلى المدرسة المذكورة، وفى خدمته المقر الزينى ابن مزهر والمقر الشرفى الأنصارى وكيل السلطان والإنبابى ووصلوا إلى المدرسة وجلس السلطان بها وطلب قضاة القضاة الثلاثة -: الشافعى الولى الأسيوطى، والحنفى المحب ابن الشحنة، والمالكى السيد الشريف عمر بن حريز، والحنبلى لم يطلب لشغور المنصب من قاض من حين وفاة العز الحنبلى - طلبا حثيثا برأس نوبة نقيب الجيش والأوجاقية والبابية حتى لم يمهلوهم أن يركب معهم أحد من نوابهم. ومروا بالقاهرة، والخلق من العوام والأوباش ينظرون إليهم ويقولون (١) فيهم ما شاؤا، وصار بعضهم ينسبهم إلى خراب الأوقاف، وبعضهم ينسبهم إلى بيعها، وبعضهم ينسبهم إلى بيع إيوان المدرسة.


(١) فى الأصل «ويقولوا».

<<  <  ج: ص:  >  >>