وللمقر الأشرف الزينى ابن مزهر - حفظه الله - على المسلمين أن يحضرا هذه الواقعة هما وقضاة القضاة ويتكلموا مع القاضى الحنفى الناظر على وقف تغرى بردى المذكور الذى آل إليه النظر عليه من نحو سنة أو أقل، فتكلموا مع القاضى الحنفى فى ذلك وطلب مباشرى الوقف وهم القاضى نور الدين الإنبابى وأخيه وتغرى بردى خازندار عظيم الدنيا المقر الأشرف الكريم العالى السيفى يشبك من مهدى الدوادار الكبير سهل الله له كل عسير فإنه الشاد بالوقف، وأظهروا قصة رفعت لقاضى القضاة شيخ الإسلام خادم السنة والأثر الشهير نسبه العريق بابن حجر أن هذه الأرض التى يدعى الشيخ عثمان أنها للمدرسة أنها ليست منها، وأنها كانت مهولة بالأتربة، وثبت ذلك على شيخ الإسلام المذكور واستأجرها مدة ثم استبدلها وحكم بذلك شيخنا قاضى القضاة بدر الدين محمود العينى الحنفى.
ونفذ له شيخ الإسلام قاضى القضاة شمس الدين المالكى البساطى، واتصل بقاضى القضاة المقدسى الحنبلى فما وجدوا لهم مجالا فى ذلك، فإن العين تغيرت وصارت مساكن مسكونة، فلم يعجب السلطان ذلك فإن عثمان الحطاب مشهور بصلاح ودين، وعمر فى المدرسة خلاوى بغير شرط الواقف وجعل بها (١) صغارا يقرؤن القرآن ورجالا يذكورن الله ويصلون، وجعل بها منبرا وخطبا وصار بعض الأمراء الأكابر كالمقر الأشرف العالى السيفى برسباى المحمدى المشهور بقرا أحد المقدمين الألوف والسلطان - نصره الله - وهو أمير وغيرهما يحسنون إليه، فلما بلغ مسامعه الشريفة أن إيوان مدرسة يؤخذ ويصير مساكن حصل عنده غاية الغيرة على حق الله تعالى وبيته وقام فى ذلك بقلبه وقالبه، وبمجرد ما وقف الشيخ عثمان المذكور للسلطان كما قدمنا بالحوش احتد على المقر الزينى ابن مزهر الأنصارى حدة مفرطة وكلمه بكلام ما سمعه منه قط،