للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وادعى عنده بذلك، وشهد عنده اثنان أو ثلاثة أحدهم الشيخ عز الدين السنباطى أحد جماعة قاضى القضاة شهاب الدين ابن حجر: أن المكان كان مجلسا من المدرسة وشاهده يصلى فيه ويدرس فيه، وأنه أخذ يغير حق، ومستحقّ للهدم.

وثبت ذلك على البلبيسى، وقال قاضى الحنفية: «لا دافع لى ولا مطعن فيما ثبت بالشرع الشريف»، وانفصلوا عن ذلك لعل يقع صلح أو ما أشبه ذلك.

وبلغ السلطان ذلك فرسم بالهدم فهدم.

يوم الجمعة رابع عشره أرسل السلطان يقول للقاضى الشافعى: «اكشف عن [١٥٣ ا] الطيبرسية، أعنى المدرسة التى تحت نظرك، فإن المرحاض غرق الناس فيه»، فحصل عنده من ذلك أمر مهول ورعدة وتشويش.

يوم الاثنين سابع عشره ركب السلطان من قلعة الجبل وتوجّه إلى [أبى] زعبل أو غيرها فإنه عمر هناك سبيلا وغير ذلك ورجع من قنطرة الحاجب، فأذن المغرب عليه بها فصلاه بمدرسة الجناب العلمى ابن الجيعان، وصلى إماما، ودخل من باب القنطرة من بين الصورين، ومرّ من سويقة الصاحب وجاز من بين العواميد على المدرسة السيفية وتكلم فى أمرها، وحول فرسه الخلق من العوام يدعون له بالبقاء والدوام، وفى خدمته من الأمراء الألوف تمر حاجب الحجاب ونحو سبعة ثمانية: عشرات وطبلخانات، ومن المماليك السلطانية نحو ثلاثين نفرا أمامه، وخلف ظهره من غير فوانيس ولا منجنيق، حتى أخبرنى من شاهده بباب زويلة كذلك إلى أن صعد القلعة، فنصره الله.

يوم الثلاثاء ثامن عشره كان الموكب بالإصطبل السلطانى على العادة وحكم وأمر ونهى وكثرت الشكايات فى الأكابر والأصاغر، وضرب ابن العالمة الضامن نيروز الوزير بالمقارع، ووضع فى عنقه الحديد ثم شكى أيضا، فطلب وأمر بحضوره للحوش، وشكى الأستادار فى هذا اليوم عدة شكاوى بسبب

<<  <  ج: ص:  >  >>