عشرة آلاف دينار قرضا فامتنعوا، وصار يشبك - عليه من الله ما يستحقه قريبا عاجلا - يعتذر عنهم، فطلب السلطان ولى الدولة وسأله الحساب الخاص، فأخبره أنه فى بيت الصاحب جمال الدين يوسف فرسم بالختم على الحساب، وصاروا يسألونه بالعشرة آلاف التى طلبها فامتنع حتى سئل أربعين ألف دينار وهو يمتنع، وبلغوا السلطان ما على باب المحتسب من الظلم والرسل والأعوان، وأن كل واحد منهم يحصل له فى كل يوم دينار وأكثر وأقل، وصار لهم البغال والحمير الفره والأقمشة: شئ ما فرحوا به على باب محتسب قط، وكل ذلك من أضلاع المسلمين؛ وأما الورق الذى (١) يكتبونه للسوقة فى كل يوم فنحو ثلاثة آلاف ورقة، كل ورقة بثلاثة دراهم فى كل يوم، وأمثال ذلك، وذلك مع كبر نفسه على الأكابر والأصاغر وبهدلته للعلماء والصلحاء والقضاة والشهود، فالله أسأل بجاه خير خلقه محمد ﷺ أن يعامله بعدله قريبا، ما أشقّه على أمة محمد ﷺ.
*** يوم الاربعاء سابع عشره وقع مكان مقابل المدرسة التى بالأبارين ومات تحت الهدم أربعة أنفار من المسلمين فلا قوة إلا بالله، وأرسل السلطان إلى الغربية بالحوطة على موجود ابن زوين الكاشف بها من صامت وناطق فأحضروه فأخذ أحسنه ورد عليه أخسه، وذلك بمرافعة المقدم الذى فى خدمته، فإنه كان ضربه وأهانه وقاسى منه ذلا، فعرف شرف الدين ابن غريب بذلك فحصل عليه ما ذكرنا، والجزاء من جنس العمل، وكما تدين تدان.
يوم السبت ثانى عشريه عمل الموكب بالإصطبل السلطانى على العادة