للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووقف الشكاة ونودى فى المدينة حسب المرسوم الشريف أن من له دعوى على ضامن الخضر من الغيطانيين أو غيرهم يحضر بين يدى السلطان، وشكى المقر التاجى ابن المقسى ناظر الخواص الشريفة، شكاه شخص يبيع الفراء وادعى أن له فى ذمته مبلغا ثمن أصناف ابتاعها منه، وكتب له بها وصولات على الجهات فلم يصرفوا له شيئا، فالتفت السلطان إلى الأمراء وصار يذكر لهم مساوئ ابن المقسى فبرز المقر الزينى ابن مزهر كاتب السر الشريف حفظه الله وقال: «أنا أعمل مصلحته» فدفعهما السلطان له. وشكى قبل هذا ابن قمتى رأس نوبة الدوادار بسبب غيط فأجيب عنه بأنه مسافر ليقبض مغل السلطان للديوان المفرد، فرسم السلطان إذا حضر يخلص حق الشاكى منه.

وفى يوم الأحد المبارك ثالث (١) عشريه حضر المقر الأشرف الكريم السيفى الأتابك أزبك من ططخ الظاهرى أمير كبير من سرحته ونزهته وصعد القلعة فى يوم الاثنين رابع عشريه فاجتمع بالسلطان ورجع إلى منزله مبجلا معظما مكرما مهابا.

وتقدم سفر والد القاضى النابلسى إلى البلاد الشامية وعلى يده مرسوم شريف بإعادة القاضى الحنفى بها المشهور والمعروف بابن العجلونى عوضا عن الحلاوى، ويقوم بعشرة آلاف دينار، فإن امتنع يحمل إلى القلعة فما ساعه إلا الإذعان والاستقرار، وأن يكشف على قاضى القضاة العلامة قطب الدين الشافعى بها وكاتب السر أيضا وأخذ ما ظهر فى جهته، فلم يظهر فى جهته شئ، وأراد الترسيم عليه وإيداعه القلعة والمكاتبة فيه بما يختار، فما ساعه إلا أن اختفى وحضر إلى القاهرة، ويقال إنه مختف فى بيت المقر الأشرف الأتابكى، وبأنه حضر فى السابع والعشرين من شهر تاريخه، فالله أعلم.


(١) فى الأصل «ثانى عشريه».

<<  <  ج: ص:  >  >>