يوم الثلاثاء خامس عشريه كان الموكب بالإصطبل وشكى على جماعة: منهم الشيخ عفيف الدين الزاهد العالم المقيم بسطح جامع الحاكم بسبب الخلوة التى هو ساكن بها، فأخذ رئيس الدنيا ابن مزهر الأنصارى كاتب السر حفظه الله قصته ووعده أن يعمل مصلحته فحضر إليه وأعطاه شيئا من الحطام وكتب عليه إشهادا، وشكى صاحبنا الزينى عبد الحفيظ الدوادار من الصيادين ببحر منجا، فطلبه السلطان فتكلم بين يديه بكلام متع، فرسم له أن يواظب طلوع القلعة ورسم له أن يتوجه إلى الأمير الدوادار الثانى لينظر فى أمرهم. وشكت امرأة على زوجها للسلطان أنه تزوّج عليها ويضاجرها، فردها ردا قبيحا، فلا قوة إلا بالله.
وكثرت الشكاة حتى إن بياع الفجل قال:«أشتكى للسلطان».
*** وفى هذه الأيام حضر من بلاد جاركس أخت المقر الأشرف العالى السيفى تنبك قرا الدوادار الثانى وأخت المقر الأشرف الكبير العالى السيفى الأتابكى أزبك عز نصره، وكثر ركوب السلطان ونزوله من القلعة جدا حتى إنى تركت كتابته، ووصل (١) خيول الأمراء الذين بالبلاد الشمالية ليبيعوها ويتوجهوا إليهم بعد ذلك، والله الولى والمالك.
يوم السبت تاسع عشريه كانت الخدمة بالإصطبل [١٥٥ ا] السلطانى - كما تقدم فى أول شهر تاريخه - السبت والثلاثاء، وشكى ناظر الخاص ابن المقسى من ثلاثة أنفار متفرقين أحدهم الذى تقدم وقوفه للسلطان كم مرة، ودفعهما السلطان للقاضى كاتب السر لعمل مصلحته فما وافقه التاحى ابن المقسى لأمر يريده الله فعندما وقع بصر السلطان عليه طلب ناظر الخاص وسبّه ولعنه والتفت