الشافعى أمرهم لينظر فيه ويلغى ما حكم به ابن ظهيرة، كل ذلك والمقر الأشرف الكريم العالى الزينى ابن مزهر كاتب السر الشريف حفظه الله جالس بجانب قاضى القضاة المالكى، ثم ادعى أيضا الفاكهى على عبد العزيز بن الراحلى التاجر أنه واضع يد له على حصة من مكان سماه وجدده بمكة، فأجاب بأن بيده مستندا شرعيا أنه ابتاع المكان المذكور من شخص من التجار يسمى مير محمد، وحكم بذلك حاكم شرعى، وأن قاضى القضاة برهان الدين ابن ظهيرة «حكم بعدم دعوى فصمى هذا على وسماعها ومطالبته لى بشئ» وأظهر مستنده، فأبدى فيه الفاكهى عشرين وجها من البطلان، وانصرفوا على الصلح.
ثم حضر ابن الناصرى التاجر وادعى عند القاضى الشافعى على القاضى شرف الدين التنائى الأنصارى بأنه وضع يده له على عدة أملاك وسماهم، مخلفون له من قبل والده وسماهم وجددهم، وإن قيمتهم كذا كذا ألف دينار، فأجاب القاضى شرف الدين أن عمه هذا المدعى أثبت على أبيه الذى هو أخوها مالا جملته كذا كذا ألف دينار وضع يده عليه من تركة أبيها ببلاد اليمن وتصرف فيه ولزم ذمته، وثبت ذلك على قاضى سكندرية شعبان المشهور بابن جنيبات بشهادة جماعات من التجار، واتصل حكمه بالشيخ جلال الدين البكرى وحكم به، ثم إن الشيخ المذكور رجع عن ذلك لما وقع له ما وقع من طلبه وإقامته فى الترسيم ببيت عظيم الدنيا الدوادار الكبير. فأمر السلطان القاضى كاتب السر أن يطلب ابن جنيبات بين يديه وأن قاضى القضاة الشافعى ينظر فى ذلك، والله الولى والمالك.
وكان تقدم أن شخصا شكى على ابن قمتى رأس نوبة المقر الأشرف الكريم العالى الدوادار الكبير السلطان وادعى أن الرأس نوبة أشهد عليه بشئ ولم يقبضه له، وأن عنده بينة بذلك، فأمر بإحضار البينة فعجز عنها فأحضر ابن