للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قمتى القاضى والشهود بين يدى السلطان فشهدوا بصحة مقالة ابن قمتى، فرسم للدوادار بطلب غريمه وتأديبه.

يوم الاثنين ثانيه قبض الوالى على شخص من أولاد الناس المتهتكين وهو سكران فصعد به للسلطان فضربه الحد وحلفه أن لا يعود يسكر ولا يضرب بالآلة.

وفيه خلع على ابن زوين بكشف التراب والدم بالغربية فقبل الأرض بين يدى السلطان فتقدم الأمير تمر المحمودى حاجب الحجاب والأمير آخور الكبير فتكلما مع السلطان فى ظلمه وفجوره، فهدده السلطان وونحه وقرعه وأوعده إذا لم يمش مليح وإلا أتلفه ووصاه أن لا بسكر، فبرز شخص من الأمراء العشرات يسمى تانى بك الجمالى الذى كان السلطان جهزه إلى تروجة لعمارة سورها وبالغ فى سبه بالتركى، وقال: «من يولى هذا اليهودى هذا الكلب على المسلمين»؟ وكنت (١) حاضرا لهذا المجلس؛ فغضب السلطان غاية الغضب واحتد حدة مفرطة إلى الغاية، وطلب ابن زوين ونزع الخلعة من عليه وخلعها لتنبك المذكور حتى الكلفتاه فصار يمتنع ويتدخل ويبوس الأرض والسلطان مصمم على ولايته، فعند ذلك تقدم الأمير آخور الكبير والأمير تمر حاجب الحجاب والأمير تنبك الدوادار وصاروا يقبلون الأرض ويقبلون يد السلطان حتى نزعوا الخلعة عنه وعادوها على ابن زوين بعد ألف جهد، ثم طلب سيدنا القاضى بدر الدين ابن رئيس الدنيا المقر الزينى ابن مزهر الأنصارى حفظه الله تعالى فخلع عليه بنظر الخاص وقبل الأرض، فأقبل عليه السلطان وأكرمه وعظمه وبجله وقال له: «أنا ناظر الخاص وأنت يا بنى مهما كان لك حاجة قل لى ولا تظن أن أباك ناظر الخاص، وتكلم وافتح عينك» وأمثال ذلك. فركب معه قضاة القضاة والأمير تمر الحاجب الكبير والأمير تنبك


(١) الضمير هنا عائد على الصيرفى.

<<  <  ج: ص:  >  >>