للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدوادار الثانى وناظر الجيش والإمام البرهان الكركى وأعيان الدولة وأركانها، وحضر إليه بعد ذلك بقية الأمراء الألوف، وكان له موكب عظيم وعليه خفر جسيم، فحفظه الله وحفظ والده من كل محنة ورعاهما بعين عنايته بمحمد وآله وصحابته.

يوم الثلاثاء ثالثه توجه السلطان إلى ضيافة الجناب الزينى أبى بكر بن المقر المرحوم الزينى عبد الباسط فى ربيعه بخليج الزعفران وعمل له أشياء تليق به.

وفى هذا اليوم رسم السلطان للفقراء بمبلغ ثمانى مائة دينار تفرق عليهم بالإصطبل السلطانى، فإنهم كانوا يصعدون إلى السلطان فى كل موكب من مواكب حكمه وقد انتهت الخدمة به هذه السنة، أخبرنى بذلك رئيس الدنيا ابن مزهر الأنصارى حفظه الله. ورأيت بعض الفقراء ممن حضر التفرقة وذكر أن حصل له تسعة أنصاف وقيل أكثر، وقيل أقل، فالله يتقبل منه قبولا حسنا جميلا.

وفى أمسه توفى الأمير طوخ الأبو بكرى المؤيدى شيخ الزردكاش، وكان له مدة مقيما (١) فى داره بطالا، وكان قد قبض وسجن فى وقعة يشبك الفقيه الدويدار كما ركب على الخشقدمية بدمياط ثم رسم بحضوره إلى القاهرة، ورتب له على الذخيرة فى كل شهر ما ينفقه، وكان قد أسن وقارب السبعين وضعف يومين، وكان عفيفا عن الفروج والمنكرات لا يلوط ولا يزنى ولا يسكر، إلا أنه لم يشهر عنه شجاعة ولا كرم، وكان المرحوم المقر الزينى عبد الباسط تسرى بأخته ثم تزوج بها فصار يعرف به، وحضر السلطان للصلاة عليه بسبيل المؤمنى ولم تكن جنازته حافلة كغيرها من [جنازات] الأمراء رحمه الله تعالى. وتقدم حضور قاضى القضاة قطب الدين الخيضرى كاتب سر دمشق وقاضيها فارا من الشام من ابن النابلسى بسبب ما أتهاه عنه وطلبه منه وهو مقيم بتربة الملك الأشرف أبى النصر قايتباى عز نصره من سلخ رجب أو قبله


(١) فى الأصل «مقيم»

<<  <  ج: ص:  >  >>