للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بيويميات وشاوروا السلطان عليه ليصعد بين يديه فقال: «لا يتوجه من مكانه حتى يوزن خمسين ألف دينار، ولا يدخل من باب النصر، ولا يصعد إلىّ»، وتوجه إليه المقر الأشرف الزينى ابن مزهر كاتب السر حفظه الله والمقر الشرفى الأنصارى وغيرهما للسلام عليه، فالله يلطف به والمسلمين آمين.

يوم الأربعاء (١) رابعه كانت الخدمة بالقصر السلطانى بقلعة الجبل ولها مدة بطالة، وابتدئ بقراءة البخارى به، وحضره قضاة القضاة الثلاثة خلا الحنبلى لشغور المنصب بعد وفاة قاضى القضاة عز الدين أحمد من حادى عشر جمادى الأول من قاض حنبلى، وقرأ الشيخ برهان الدين الكركى الإمام على عادته ولم يحضر السلطان والله المستعان.

وفى الأحد ثامنه رسم للقاضى تاج الدين ابن المقسى أن يتوجه من طبقة الزمام إلى بيت المقر الأشرف الشرفى الأنصارى ليسعى فى وزن ما حوسب، فظهر فى جهته من مال السلطان وذلك بمساعدة الأنصارى وغيره له من أعيان الدولة فإنهم حزنوا عليه.

وفيه توفى الشيخ شمس الدين محمد بن [عبد الله بن على] (٢) الشهير يابن الحفار الواعظ المشهور وكان قد أسن وأظنه فى الثمانين تخمينا، وكان له مناسبات عقب قراءة البخارى بالقلعة من القراءة والقصائد والغرائب والعجائب، وكان قليل البضاعة فى العربية، وربما صحح علىّ أشياء ينشدها لما يجتمع بى، وكان من الأقدمين فى معرفة الأمور المتعلقة بالوعظ والمجالس، طوالا سمينا حسنا دينا لا تعرف له صبوة، ولا تشتهر له شهوة، ولا يستغيب أحدا، ولا يتكلم فيما لا يعنيه، ولا يشاحح فيما يعطى، وله سماع قديم. رحمه الله تعالى.

وفى هذا اليوم الذى هو الثلاثاء عاشره وقف شخص يشكو من رأس نوبة نقيب الجيش للسلطان، وصار يشكى ويتقول، فضربه السلطان


(١) فى الأصل «لأحد».
(٢) فراغ فى الأصل، وقد ضيف ما بين الحاضرتين بعد مراجعة السخاوى: الضوء اللامع، ٨/ ٢٠٥، ج ١ ص ٢٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>