للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فطاش الرأس نوبة وسب خصمه ولعنه وصار يقول: «ما أخذت منه سوى دينار واحد»، فعند ذلك رسم السلطان بضربه، فضرب بين يديه بالعصى، ورسم الوالى أن ينادى فى المدينة: «أن أحدا لا يشكو أحدا للسلطان حتى يقف على القضاة والحكام، فإن أنصفوه وإلا يقف له»، ونودى بذلك فى المدينة حسب المرسوم الشريف.

وفيه برز المرسوم الشريف على لسان رئيس الدنيا ابن مزهر الأنصارى كاتب السر حفظه الله لقاضى القضاة ولى الدين الأسيوطى الشافعى بتولية القاضى بدر الدين السعدى الحنبلى قاضيا للحنابلة لتقضى أشغال الناس ففعل ذلك، وهذه مقدمة تنتج له المطلوب إن شاء الله.

وانفقت (١) حادثة غريبة هى أن مملوكا من المماليك الظاهرية جقمق [كان] ساكنا بالقاهرة بباب سر بيت الأمير تمر الحاجب من إخوة جانبك الوالى الذى صار زردكاشا فى بداية دولة الأشرف إينال، له جارية بيضاء وجارية سوداء وغلام شيخ وعبد أسود ومعه مال له صورة نحو ألفى دينار وخمسمائة دينار، فاتفقوا على قتله وأخذ ماله فأخذوا العبد هرّبوه وقبضوا على الغلام وسألوه عن حال أستاذه فقال: «إنه خرج من يومين وصحبته خنجر وعليه قرصنة ولم يعرف له مكان، وأنه يغوى المطالب»، فسألوه عن العبد فأنكر، فطلبه الأمير تمر الحاجب وقرره وأوعده ووعده وأطلقه من الجنزير، وقال له: «هذا الجندى له قتلى كثير من الجوارى والعبيد والأحرار، ولو قتل ما يقتل به أحد»، وألان له القول فعند ذلك أحضر العبد الصغير واعترف بأن جواريه خنقوه (٢) وقتلوه


(١) فى الأصل «واتفق».
(٢) فى الأصل «ألفا».

<<  <  ج: ص:  >  >>