ودفنوه بإصطبله تحت نعليه، فقام الأمير تمر الحاجب بنفسه وتوجه إلى إصطبله وحفروا عليه فوجدوا القول صحيحا وهو مخنوق، ومسكوا من ساعد على قتله ومن حضر له فى الإصطبل، وتوجه المباشرون فى [١٥٩ ب] ديوان الخاص إلى أخذ موجوده، وقيل إن جواريه والغلام تقاسموا المال والأمير الحاجب يريد تركته من السلطان إنعاما عليه لكونه جاره وخجداشه، وما أدرى ماتم له، والغلام والجوارى فى الترسيم ليقتلوا كما قتلوا.
وفيه - أو فى الذى بعده - وجد شخص مسلوخ الوجه مقطوع الأنف تجاه باب الفتوح بحدرة عكا، ولم يعرف ولا عرف له أقارب بل ولا قاتل، ودفن وذهب دمه هدرا.
وفى أول هذا الشهر أو الذى قبله ظهر هيئة نجم من الغرب، وقيل إنه صار يطلع من الشرق نصف الليل ويستمر إلى بعد الأذان وله ذنب فيه شعاع نور زائد مستطيل أطول من رمح، وتعجب الناس من ذلك وصاروا يلهجون بالأقاويل الكاذبة الباطلة التى لا يعول عليها.
وفى يوم الجمعة الثالث عشر منه سافر المقر الزينى ابن مزهر الأنصارى كاتب السر حفظه الله إلى دمياط وصحبته الأمير جانبك الدوادار الأشقر للكشف عن تعلقات الذخيرة وعمل مصالحها، ودعى (١) له الناس دعاء كثيرا يقبله الله، وذلك بعد سؤال السلطان له فى ذلك وقسمه عليه وتأكيده فيه.
وفى يوم السبت رابع عشره خلع على فتح الدين المنوفى ناظر البيمارستان