للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونهب وحكم وأمر بما لا يحل على ما بلغنى، ثم حضر إلى القاهرة فلم يغلق المال الذى قبضه وتأخر عليه، وصار له ندماء وأخصاء يحضرون مجلسه وسماطه فى رمضان وغيره، ومن جملة ندمائه عبيد صبى الطيارى المحلاوى وابن البلبيسى ومقمق المحلاوى وابن الشيخ قاسم الحنفى وأمثال ذلك، وصار إن ركب ركبوا فى خدمته وإن جلس جلسوا معه، حتى أخبرنى من حضر سماطه أنه يفوق سماط أستاذه، وهو مع ذلك يرقع على الأكابر والأصاغر ويأكل لحوم المسلمين بغير حق، ولما يحضر من سفرته يحضر للسلام عليه فى بيته بعض قضاة القضاة فضلا عن غيرهم.

ثم سافر المرة الثانية وظلم كعادته فشاع وذاع ظلمه وصار يركب بالقواسة والمشاة والفوانيس والمنجنيق ويروح بالرملة، وغرم على عرسه جملة مستكثرة، وعمل أشياء صارت مثلا فى البلاد حتى إن المقر الزينى ابن عبد الباسط كان بالبلاد الشامية فوافق أنه مر عليه فى أثناء ذلك فقدم له أشياء عظيمة من جملتها المخبوز فأعجبه وناهيك بالذى أعجبه، وبلغ ذلك القاضى كاتب السر حفظه الله - بحضورى - من بركات برد داره فبلغ زوجه ذلك فحضرت إلى الست والدة القاضى حفظه الله [١٦٣ ا] وأعلمتها بما يفعله ويعتمده وما يقول فى حق مخدومه، فلما حضر من سفره أخّر بعض مال كما هى عادته، وأدرك المقر الزينى سفره إلى دمياط فأمره بوزن ما بقى عليه لولده سيدنا القاضى بدر الدين ناظر الخاص حفظه الله فامتنع من ذلك، فطلبه ورسم عليه وبطحه وأراد ضربه وياليتها كانت القاضية، فوزن بعض شئ ودار على بيوت أعيان الدولة كالمقر الشرفى الأنصارى والمقر الزينى أبى بكر بن المقر المرحوم الزينى عبد الباسط والقاضى برهان الدين الكركى إمام المقام الشريف نصره الله، وتكلم بكلام كثير لا يليق فشاع ذلك عنه حتى بلغ المقر الزينى ابن مزهر حفظه الله وهو بدمياط،

<<  <  ج: ص:  >  >>