فلما حضر - أيده الله - طلبه ورسم عليه، فحضر ابن أزبك رأس نوبة الحاجب وتسلمه منه على مال يقوم به، ومع هذا كله أرسله إلى دمياط وسكندرية المرة بعد المرة، وحصل له جملة من المال فيضيعها شذر مذر، وأصبح وأمسى خاملا مهموما موسوقا دينا وعثرة، وذاك ذنب عقابه فيه.
يوم الاثنين خامس عشره عرضت كسوة الحرم الشريف بمكة على العادة بالقصر السلطانى، وخلع السلطان على ولد القاضى شرف الدين الأنصارى وعلى القاضى برهان الدين الكركى إمام المقام الشريف فإن الأول ناظرها والثانى مباشرها، وخلعة كل منهما كصاحبه، والعادة أن تكون خلعة الناظر كاملية سمور والمباشر دونه، وهذا كونه إمام المقام الشريف ومن المخصوصين بحضرته فلا بدع إن كان له ذلك، وخلع على من له عادة كالشاد والمعلمين وغير ذلك، والله الولى والمالك.
وفيه صعد رسل ابن بن عثمان متملك بلاد الروم بين يدى السلطان بالقصر الأبلق بقلعة الجبل وكان موكبا جسيما والسلطان نصره الله فى أبهة زائدة وقدموا هديتهم فقبلت وهى مماليك أربعة، ومن القاصد واحد سمور بدن وواحد وشق، كذلك سنجاب أربعة أبدان ثياب مخمل مدثر وغير مدثر ضمن عشرة أقناص فضيات كبار وصغار:[١٦٣ ب] عشرون قطعة، وصحبته ورقة صغيرة فيها «أن صحبة القاصد كتاب» فقرئ سرا والله أعلم بحقيقته.
وفيه كان أول برمهات القبطى، وكان برد هذه السنة شديدا إلى الغاية فظهر أن القاصد المحضر من ابن بن عثمان قصد التوجه إلى الحجاز الشريف.
وفى ليلة الرابع والعشرين من رمضان سنة تاريخه فطر القاصد المذكور