للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وغير ذلك أنه وصل كتاب عظيم الدنيا المقر الأشرف العالى السيفى يشبك من مهدى الدوادار الكبير - سهل الله له كل عسير وأعانه على ما هو بصدده - يخبر فيه «أن العسكر طيب بخير وسلامة، وأن العدو المخذول يسأل فى إرسال ولده وأمه ومفاتيح قلعة درنده ويأمن على نفسه، ويكون نائبكم فما وافقت على ذلك، وقلت لا بد أن يحضر ويدوس (١) بساط السلطان وهو يوليك ويؤمنك وأمثال ذلك، وطريق الشام إلى غزة أمان، وكذا إلى قطيا مع الخلق، والعالم كثيرون، ومن قطيا إلى القاهرة لا يقدر واحد يمشى أقل من مائتى جمل أو أكثر خوفا من العربان وفسادهم».

يوم الجمعة ثامنه توجه سنباى الخاصكى من جهة السلطان إلى عظيم الدنيا الدويدار الكبير وصحبته مبلغ جملته ستون ألف دينار، وتوجه صحبته القاضى زين الدين العجلونى وأخوه الشيخ نجم الدين وهو ضعيف بحيث أنه ترهل وورم جسمه، وله من حين حضر من دمشق فى شعبان أو قبله وهو ضعيف منقطع ملازم للوسادة لم يجتمع بأحد ولا بالسلطان ولا حضر صلاة الجمعة، وكان السلطان رسم بحضوره وعينه لقضاء الشافعية بالديار المصرية فما ساعدته الأقدار، واستمر متعللا إلى أن سافر فى محفه وأبهة، وأرسل إليه السلطان ولأخيه مائة دينار ليتزودوا بها، وسأله المقر الأشرف الكريم العالى الزينى ابن مزهر كاتب السر حفظه الله تعالى أن يقيم هذا الشهر بالقاهرة حتى يستقيم حاله فما وافق، وما كان إلا بعد خمسة أيام من سفره ووصل الخبر أن الشيخ نجم الدين [مات] بين بلبيس والخانكاه فرجعوا به إلى القاهرة ودفن بتربة المقر الأشرف الزينى ابن مزهر حفظه الله، ولم يحضر السلطان ولا غالب العلماء والفقهاء دفنه.

أما السلطان فإنه كان ركب من القلعة صبيحة يوم [دفنه] وعدى من بولاق إلى أوسيم لضيافة الأمير خشقدم الساقى ولينظر هجنه وجماله، ووافق أن السلطان


(١) يجوز فيها أيضا «يبوس»

<<  <  ج: ص:  >  >>